المشرفة المبجلة، أختي في الله/ أثر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لستُ أدري، لِماذا ذكّرني موضوعكِ هذا بمن لا يُعرف لها قبرًا
ومع ذلك هي ما فارقت ملامحها، ولا نسيتُ محياها السمح.
ومن ضمن ما دبجت عنها، عندما أهلكني الحنين إليها:
ـــــــــــــــــــــــــــ
حين تذكّرتُها، خفق القلب من الوجدِ
والدمعُ شقّ مسيلاً على الخدِ.
ماتت!.
ماتت فسكت ذلك الصوت الذي كان يترنم حبّاً و عطاء بتسابيح الملكوت ...
ماتت فرحل ذلك الطائر الذي كان يغرد بصوت السماء .
ماتت ففقدت المحبة أبوابها ، وفارقت السعادة أسبابها .
ماتت..
فطارت الرحمة بدفئها وارتحلت، وانهدم السقف وهوى، و ذبل الزهر إذ ذوى، ووهن الساعد والعضد، وتعرت الأطراف والجسد .
ماتت.. وتركت الحياة كأنها ليلة عزاء، وأفلتِ النجوم في السماء وأصبحتِ الأرض في مأتم أقيم بليل، فلا الكلام كلام و لا القول قول .
لو كنت أملك من عمري شيئا قدر الاستطاعة، لأعطيتها ما يجعلني لا أفارقها ساعة.
آهٍ! فهي ابتسامة الزمن، والعون على المحن
ماتت المرأة التي علمتني الرجولة.
ماتت..
فأصبحت أحيا ببعض نفس وبعض روح وبعض عقل.
سبحان ربي الذي جعل من قلبها دنيا من خلقه هو، وأسكن فيها معان من سره هو
يدٌ لا تعرف إلا العطاء، وقلب لا يعرف إلا الحب والصفح والغفران، ووجه لا يعرف إلا الإقبال والابتسام، سهلٌ لكل صعبٍ، ويسرٌ كل عسرٍ.
ماتت..
فلم يعد بعدها قلب ينضح بالحب والعفو بلا حساب، وذهب الصدر الذي ينفث عطر الأمن والأمان بلا مقابل
ماتت التي إذا ابتسمت، ضحكت لي الدنيا بأسرها، وإذا حزنت، بكت الأرض والسماء.
ماتت سرّ أسراري، وهادية أفكاري .
خُيّل إليّ أنّ العالم كله جاثم على صدرها...
وكم وضعت عليه رأسي فكنت ملكاً متوّجاً، أمسك بمفاتيح العالم بأسره..
كانت قُبلة من الله التي حطت على جبيني فرسمت في وجهي معالم الحياة ..
وقِبلتي التي أحمل إليها كل ما يحمله قلبي من سعادة وشقاء، فماتت القُبلة وضاعت "القِبلة" .
ماتت أمي