منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أخونا المشرف [[ ‏*عبدالرحمن* ]] ضيف تحت المجهر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-09-03, 06:09   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mangex مشاهدة المشاركة
.
.

عدنا :)

اخي عبد الرحمن ..

هناك [ سؤال ] لطالما جال ببالي أن اطرحه على حضرتك
لأفهم [ الموقف ] و طريقة النظر إلى الأمر ..

و ها قد اتيحت الفرصة اخيرا :) ..
و التي ارجوا ان تكون فرصة تقارب و تعارف و تآلف ..
و ان لا يعتقد صديقنا و لا يؤول / و له كل الحق في الامتناع عن اي جواب ..
و ان يعترض على اي سؤال يراه غير مناسب او فيه ما لا ينبغي ان نتعرض له ..
.
.

السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

اهلا و سهلا اخي و صديقي mangex

لكم ان نسألوا كيفما تشاؤون

وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

فانا لن امانع باذن الله تعالي

لأنها كما قلت فرصة تقارب و تعارف و تآلف ..

بارك الله فيك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mangex مشاهدة المشاركة
.

و السؤال بدون إطالة :

عن [ فهم الدين و أصوله و فروعه و ما له صلات ] ..

هل يرى أخي أن [ النقل و الاكتفاء بفهم العلماء ] كافٍ ؟ .. أم لابد من [ إعمال العقل ] و التدبر و الابحار في مختلف العلوم الأخرى ..
من أجل [ تعزيز الفهم و الرؤية الصحيحة ] للدين / وفق العلم و العقل و المنطق .. [ ؟ ]

إليك الخط :) ..
.
فما أعظم دين الإسلام حين يعيشه أبناؤه كما عاشه نبيهم صلى الله عليه وسلم وأسلافهم .

اذن الغايه من النقل

... طريق للوصول للهدف السابق ذكرة

حتي يتكون عند المتلقي صورة واضحه عن الدين الاسلامي

حالية من الشوائب مثل الشبهات و البدع

اما فهم العلماء فهو وسيلة ناجحه كثيرا في مواجهه الشوائب

كل هذه المراحل لبناء العقل السليم المؤمن الواعي لكل مراحل البناء

حين يتعلم العقل مصادر الدين الاصلية التي ترجع إليها

جميع العقائد والمقاصد والأحكام تتمثل في الوحيين :

الكتاب والسنة .

وذلك مقتضى ربانية الدين الإسلامي

ان اركانه مبنية على نصوص معصومة منزلة من السماء

تتمثل في ايات القرآن الكريم

ونصوص السنة النبوية الصحيحة .

يجاء بعد ذلك دور العقل


و من هنا اخي الفاضل انقل قول العلماء

حتي نتعرف علي قيمة الفهم لاديهم في هذا الامر


لقد اهتم الإسلام بالعقل اهتماما كبيرا

ومن يدقق في آيات القرآن الكريم يلاحظ

ان إعمال العقل بالنظر والتفكر والتدبر والتأمل

جاء دائما بصيغة المدح والثنا

ناهيك عن الحض والطلب

قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...} يونس/101

وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى...} الروم/8...

ويكفي الاشارة الى اهمية العقل

في كتاب الله أنها تكررت ومشتقاتها حوالي سبعين مرة

ناهيك عن الآيات التي تتصل بالعمليات العقلية

كالتفكر والتأمل والنظر بتمعن في آيات الله في الأنفس والآفاق

والتي لا يمكن حصرها من كثرتها في كتاب الله.

يقول الأستاذ عباس محمود العقاد

في منزلة العقل ومكانته في كتاب الله:

"والقرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه

ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية

بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة

وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله

أو يلام فيها المنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه"

التفكير فريضة إسلامية ص7-8


ويظهر اهتمام الإسلام بحفظ العقل من خلال أمرين اثنين هما:

أولا: تشريعات تحفظ العقل من التعطيل والجمود والانحراف:

وهي في الحقيقة تشريعات تحفظ العقل من حيث وجوده

وذلك من خلال ذم تعطيل العقل وعدم إعماله فيما خلق له

والحض على النظر والتدبر في ملكوت الله وخلقه البديع

واستخراج ما في الكون من كنوز ومنافع لا يمكن استخراجها إلا من خلال إعمال العقل وعدم إهماله

قال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} الغاشية/17-20

وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} الأعراف/185.....

وغيرها من الآيات كثير

كما حث القرآن الكريم على تحرير العقل من مفسدة التقليد الأعمى لما كان عليه الآباء والأجداد من عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان

وقد ذم الله تعالى تقليد المشركين والكفار لآبائهم وأجدادهم

والركون إلى ما كانوا عليه من انحراف في العقيدة

وعدم إعمال عقولهم في الاستدلال على فساد ما كان عليه آباؤهم..

قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} البقرة/170..

و كان الإسلام قد حفظ العقل من خلال تحريره من مفاسد التقليد الأعمى

فإنه كذلك قد حفظه من خطر الانحراف والخروج عن نطاق ما خلق له

وذلك بوضع المنهج الصحيح للعقل للعمل والتفكير

ورفع العوائق والموانع التي تعطله عن وظيفته الصحيحة من أمامه

كاتباع الظن والأوهام والخرافة

والتحذير من اتباع الهوى عند إعمال العقل

ومن هنا ذكر العز بن عبد السلام في قوله تعالى:

{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} البقرة/ 269

قال: هم من خلصت عقولهم من شوائب الهوى.

ومن يدقق في الفرق بين إعمال العقل في الإسلام وإعماله في المفهوم الغربي

يجد أن الهوى والغرور هما سمة إعمال العقل العلماني الغربي

بينما يجد الموضوعية والتوازن سمة إعمال العقل في الشريعة الإسلامية

حيث لم يقحم الإسلام العقل فيما لا شأن له به أو علاقة - كالغيبيات وما شابه ذلك -

كما لم يقدسه أو يغتر به كما فعل ويفعل الغرب حتى يومنا هذا

رغم أن العلم الحديث يثبت يوما بعد يوم محدودية العقل التي أكدها الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.


ثانيا: تحريم ما يفسد العقل حسياً ومعنوياً:


1- أما تحريم ما يفسد العقل حسيا: فقد حرم الإسلام كل ما يؤدي إلى الإخلال بالعقل وزواله كليا أو جزئيا

وذلك من خلال تحريم المسكرات والمخدرات التي تغيب العقل وتعطله

وربما تؤدي إلى زواله بشكل نهائي بموت صاحبه أو جنونه في بعض الحالات

قال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأنصَابُ وَٱلأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *

إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَاء فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} المائدة/90-91

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى "فَاجْتَنِبُوهُ":

يُرِيدُ أَبْعِدُوهُ وَاجْعَلُوهُ نَاحِيَةً.

وقال السعدي رحمه الله:

"يذم تعالى هذه الأشياء القبيحة، ويخبر أنها من عمل الشيطان، وأنها رجس. {فَاجْتَنِبُوهُ}

أي: اتركوه {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فإن الفلاح لا يتم إلا بترك ما حرم الله

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/288

وتفسير السعدي 1/243

2- وأما حفظ العقل معنويا: فمن خلال النهي عن تورط العقل بالولوج في متابهات المذاهب الضالة والعقائد الفاسدة والتيارات الفكرية المنحرفة

وما ذاك إلا لأن النظر في كتب أهل البدع والضلال يؤثر على العقل فتلتبس عليه بعض الشبه –

وهذا طبعا بحق غير العلماء الذين يحسنون الرد على ما فيها من الباطل –.

ومن هنا جاء نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النظر في التوراة وغيرها من الكتب المحرفة التي قد تفسد العقل وتشوش على المسلم، ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

" أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ

وَقَالَ: (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ

أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتْبَعَنِي‏)(

رواه أحمد 14736، وحسنه الألباني في " إرواء الغليل " 6/34


وختاما

لا بد من التأكيد على أن ما سبق من رفع الإسلام لمكانة العقل لا يعني أن نجعل منه مصدرا نستقي منه العقيدة

أو نجعله حاكـما عليها، يقبل منها ما يدركه

ويرفـض ما لا يدركه أو ما لا يحيط به علما، فلو كـان الله سبحانه -

وهو أعلم بالإنسان وطاقاته كلها - يعلم أن العقل البشري، الذي وهبه الله تعالى للإنسان

هو حسب هذا الإنسان في بلوغ الهدى لنفسه والمصلحة لحياته، في دنياه وآخرته، لوكـله إلى هذا العقل وحده

يبحث عن دلائل الهدى وموحيات الإيمان في الأنفس والآفاق

ويرسم لنفسه كذلك المنهج الذي تقوم عليه حياته، فتستقيم على الحق والصواب

ولما أرسل إليه الرسل على مدى التاريخ

ولما جعل حجته على عباده هي رسالة الرسل إليهم، وتبليغهم عن ربهم...


ولكن لما علم الله- سبحانه-

أن العقل الذي آتاه للإنسان أداة قاصرة بذاتها عن الوصول إلى الهدى-

بغير توجيه من الرسالة وعون وضبط -

وقاصرة عن رسم منهج للحياة الإنسانية

يحقق المصلحة الصحيحة لهذه الحياة

وينجي صاحبه من سوء المآل في الدنيا والآخرة. لما علم الله- سبحانه- هذا: قضت حكمته ورحمته أن يبعث الرسل وألا يؤاخذ الناس إلا بعد الرسالة والتبليغ:

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء/15]

في ظلال القرآن 2/806

و الله اعلم