منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►╠ سوادَُ المآل يطمس روح المقال╣◄
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-22, 13:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










B1 ►╠ سوادَُ المآل يطمس روح المقال╣◄




أفاضل هذا الصّرح الطيِّب،
طالما تردّدت على مسامعِنا لفظة [الحِوار] وتناولْنا مواضيعَها، ولن نملَّ من تِكرارها
ما دُمنا نرى سوادَ المآل يطمس روحَ المقال
–حينما يكون مغزى الحِوارِ مسيئا للطّرح أو لصاحبِه مسبِّبا بذلك سوء النّتيجة-




بدءا دعونا نقفُ وإيّاكُم على لفْظة [التّحاوُر]، التي تتّسع لغةً لمعنى [التّجاوُب]، استِجابةً ومجاراةً وتبادُلاً
للحديثِ بين أطراف الحِوار.
هذا الأخير الذي من خلاله نُبلَّغُ ونُبلِّغُ أفكارَنا لأغراضٍ مختلفةٍ، سواء إظهاراً للحقائق أو التّوجيه
والتّأييدِ أو المعارضةِ إبطالاً للأكاذيب وإبعادا للتّهُم، أو إقامةً للبراهين في مختلف أمورِ العلمِ والدّين...
لأتساءلَ، كيف يكون التّجاوُب بين أطراف الحِوار إن لم يسُدْهُ الهدوءُ والاحترام، وحُسن الإصغاء إقبالاً
على المكتوب أو المسْموع بتواضُعٍ وتفهُّمٍ؟
كيف يكونُ التّجاوُبُ بين المُتحاورين إن لم يُجْزَ بالصّبر والتريُّث قبل الردّ على بعضهِم من باب عدم التعصُّب
لآرائهم الشّخصيّة؟

وغيره ممّ يجب أن يُؤسِّسَ لِحوارٍ إيجابيٍّ مُثمِرٍ -حتى وإن لم يتأثّر أحد الأطراف بالطّرف الآخر-
فثَمرةُ الحوارِ الهادئِ ذاته تمنحُنا الشّعور بتحصيلِ هدف التّبليغِ يقينا منّا بأنّ حُسن التّحاوُر من سماحةِ النّفسِ
وأدبِها وحُسنِ الفكر وعُلوِّ القَدْر.
ثمّ أعْجب من الأشخاصٍ الذين يتصيّدون من خالفَهم الرّأيَ، مُحمَّلين بروحِ الغضب تذمّرا ممّا يُنافي معارِفَهم وقناعتهم الشّخصيّة!
فيسكبون عليه من سمومِ الأقوالِ ما يندى له الجبين !
وإن يكُن، فهناك بالمقابلِ سبيلُ التأدُّبِ في الأخذِ والردِّ، والجِدِّ في إقامة الحجّةِ البالغةِ دفْعاً للخَطأ وإفادةً للمُخطئ،
وصبْرا على من تجرّأ..
فنقِفَ أيضا على ما يُثري معارِفَنا إن تمكّنَ الطّرف الآخر من استثمارِ أفكارِه بطريقةٍ تُقنعنا
ولا تنفّرنا من فضاءِ المحاورة.



أيّها الأفاضل،
نحن بمواقع افتراضيّة تجمع بين أرواحٍ بشريّة تُسيّرها عقولٌ مختلفة في نوعيّةِ رصيدِها الفكريّ وطُرقِ
تفكيرِها وقُدرةِ استيعابِها..
وإن الْتزمنا بمبدأ الفهْم القاصِر، وسبّقْنا نظرةَ الانتقاصِ لمكانةِ غيرِنا احتقاراً لبساطةِ زادهِم، وسرحَت ألسُنُنا
في فضاءِ القُبْحِ المُتْخَمِ بالشّتمِ والسُّخرِيةِ والطّعنِ واللّعْنِ، فلن نتوسَّع أبدا في حواراتِنا بما يُثريها ويهبها سِمة الرُقيِّ
-رُقيَّ أخلاقِ المسلِمِ الحقّ-
بل سنتعمّقُ ونغرَق في وحْلِ الفتنِ والفساد الفكري، فنزدادَ ضُعفا واختلافا، وتزدادَ حواراتُنا اسْوِدادًا وتلَفاً.

أوَيحدُثُ هذا إن كنّا في حواراتِنا إيجابيّين وعن الجدلِ العقيمِ مُترفّعين؟








 


آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2019-07-22 في 17:05.
رد مع اقتباس