منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقارنة بين شاعرين وعملهما الأدبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-03, 19:07   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

طاهر القلب/ أخي، أيها المراقب المبجل.
ولكَ منَ السلامِ أجملهُ، ومنَ التحيّةِ أزكاها.
دعني أقول لأخي: إنّ تدارس العلم والادب مع مَن هم في ثقافة ودماثة أخلاق/ طاهر القلب لهي نعمة كبرى وكل طرفٍ يخرج غانماً منتصرا.
ثمّ ذرني يا أخي أقوم وإياك بتوطئة لأعمال هذين الشاعرين العملاقين.
أنّ أدب البِرك والبحيراتِ من المواضيع الأدبية الحساسة التي تُؤثّر على النص الرومانسي وتجعله يرقى إلى المستوى الحضاري بفضل الصور المختزنة في الوعي واللاوعي اللذان يهيجان الخواطر والعواطف، وقد يشبه ذلك النوع من الأدب الى حدّ بعيدٍ بما يُعرف بالوقوف والبكاء على الأطلال الذي براع فيه بعض شعراء العصر الجاهلي في أدبنا العربي.
لمقارنة العملين الأدبيين لكل من "البحتري" و "لامارتين" في قصيدتيهما،
علينا بالإطلاع على خصائص الأدب العربي والأدب الاروبي أرى أن هناك فوارق تجعل الدارس لذلك، لا يتأتّى له إلا إذا تذوق الفنيين كل فن على حدى، ثم محاولة استخراج التوافق أو التباين بين كل عملٍ أدبيٍّ.
لانّ أدب المقارنات بين مستويات الشعر لدى الامم يأخذ بعين الاعتبار الحقبات التاريخية التي قيل فيها، كما أن الادب يتأثّر بأحداث عصره وتغيراته.
وتلاقح آداب الأمم و حتى تداخل اللغات.
كل هذا ما يرشح أدبًا ما للوصول الى عالميته، وتجاوز حدود قوميته، وهذا هو الادب الناجح.
وقد سجل العرب في هذا الشأن ميزة واضحة في زمن الاندلس حيث تأثر شعراء أوروبا تأثرًا جليًّا بزجل الاندلسيين وموشحاتهم في الأسلوب، وفي طريقة النظم وكذا المضمون الذي كان غالبًا في وجدانيات الغزل والنسيب خاصة.
وإذا انتقلنا بالكلام والتحليل عن الشاعرين، فإننا نجد أن:
البحتري كان يصف شيئًا معاينًا؛ تحسب له براعة التصوير والتشبيه، وقوة الخيال في ذلك، وحسن ودقة انتقاء المفردات والمعاني.
بينما "لامارتين" كان في شعرٍ وجدانيٍّ عذب، يتعمق في تصوير دواخله ومحاولة توجيه إلهامه نحو ما يعرف بشعر الحكمة، في قالب رثائي، أو ما عُرف في بيئة العرب بالبكاء على الاطلال فجمع بين سعادة الذكريات التي تصنعها خوالج لحظات التفكير، وعكستها روح الشعر وتجعل المتلقي يتذوقها، بين حزن العودة، الى واقع الفقدان .
ثم بالنسبة لـ " لامارتين " الذي عاش في القرن التاسع عشر، أي بعد نهضة أوروبا وبروز معالم المدنية فيها، كان لحياته الريفية في قلب الطبيعة العذراء دورٌ واضحٌ في صقل أحاسيسه وعذوبتها، وعمق معانيه
على عكس البحتري الذي يغلب عليه طابع البداوة، وقد تجلى ذلك في الفاظه.
فهو رغم تجديده للمعاني يبقى تأثره بمفردات البيئة العربية البدوية متجلّيا سواء في المفردات الخشنة نوعًا ما ــــ إن صح التعبيرـــ أو في الصور البيانية التي أستعملها، وقد برع فيها أيما براعة في الوصف الذي كان من فحول الشعر وفطاحل من الذين بناصية اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وربما لي عودة في ذلك
تحياتي أيها الأصيل.









رد مع اقتباس