فوائد من سورة التوبة 2 (الحلقة الثانية والأخيرة)
1_ { وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } يوم الحج الأكبر هو يوم النحر على الراجح قال ابن كثير رحمه الله : هو أفضل المناسك وأظهرها وأكثرها جمعا.
2_ { أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } بريء منهم ومن أعمالهم فلا يقبلها ولذا لم يحج مشرك ولا عريان بعد السنة التاسعة إلى يومنا هذا وفيه شدة شأن العري وأهمية الستر.
3_ النبي صلى الله عليه وسلم بعث من ينادي بأربعة أمور :
أ_ [أن لا يحج بعد العام مشرك.
ب_ ولا يطوف بالبيت عريان.] رواه البخاري.
ج_ [لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة .
د_ ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فإن أجله أو مدته إلى أربعة أشهر ] رواه أحمد.
4_{ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } البشارة سميت بهذا لأنها تتغير به بشرة الوجه وتستخدم في الخير وهو الأغلب.
5_ المشركون الذين عندهم عهد يبقون على عهدهم بشرطين:
أ_ { لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا } بهذا الشرط فإذا نقضوا فلا عهد لهم.
ب_ { وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا } أي بشرط ألا يعينوا أحدا على المسلمين بأموالهم وأنفسهم {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ }.
6_ قوله :{ فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } أن الوفاء بالعهد من التقوى، قلت : الذي يقتل المعاهدين هذا ليس له وفاء وفيه صفة الخيانة ودليل على ضعف تقواه وفيه صفة المنافقين {وإذا عاهد غدر }.
7_ هذه الآية تسمى آية السيف { فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } قيل إنها نسخت مائة آية والصواب أنها لم تنسخ إلا بعض الآيات.
8_ كل آية السيف فيها حث على التنكيل بالكفار فلا يكون لكم معهم ولاية إلا إذا دخلوا في الإسلام.
9_ أية السيف فيها عدة أمور عند لقاء المشركين إذا انسلخت أشهر التسيير السابقة :
أ_ { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } إلا عند المسجد الحرام لا يقاتلون إلا إذا بدأوا بالقتال وكذا في الأشهر الحرم لا يقاتلون إلا إذا بدأوا بالقتال.
ب_ {وَخُذُوهُمْ } إلى الأسر .
ج_ {ْ وَاحْصُرُوهُمْ } امنعوهم وضيقوا عليهم من الدخول في دار الاسلام .
د_ { وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ } اقعدوا لهم كل مكان فيه غرة لهم وقيل كل طريق فإذا تمكنتم اقتلوهم
10 قوله : {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } وفيه أهمية الصلاة.
والله عز وجل أثبت لهم الأخوة إذا أتوا ب 3 أمور :
أ_ التوبة.
ب_ الصلاة.
ج_ الزكاة.
والراجح أن الأوليين لابد منهما فإن تركهما المرء كفر وأما الزكاة قيل من منعها شحا فلا يخرج من الإسلام بل يحاسب يوم القيامة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار كما في البخاري وإن منعها جحودا فإنه يكفر.
اللهم انفع بشيخنا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.