منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسرار و معجزات على طريق الهجرة (1-3)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-06-14, 18:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أسرار و معجزات على طريق الهجرة (2-3)

لا تحزن إن الله معنا :
انطلق المشركون في آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه يرصدون الطرق ويفتشون في جبال مكة حتى وصلوا غار ثور وأنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم .

يقول أبو بكر رضي الله عنه: ( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!

فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) رواه البخاري .

ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاث ليال حتى انقطع عنهم الطلب ثم خرجا من الغار ليلة غرة ربيع الأول من السنة الرابعة عشر من النبوة وانطلق معهما عبد الله بن أريقط (الدليل) وعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما فكانوا ثلاثة والدليل .

وعلى الجانب الآخر لم يهدأ كفار قريش في البحث وتحفيز أهل مكّة للقبض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أو قتلهما ورصدوا مكافأة لمن ينجح في ذلك مائة ناقة وقد استطاع أحد المشركين أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد، فانطلق مسرعاً إلى سراقة بن مالك وقال له : يا سراقة إني قد رأيت أناساً بالساحل وإني لأظنّهم محمداً وأصحابه فعرف سراقة أنهم هُم فأخذ فرسه ورمحه وانطلق مسرعاً فلما دنا منهم عثرت به فرسه حتى سقط وعاد مرة أخرى وامتطى فرسه وانطلق فسقط مرة ثانيةً لكن رغبته في الفوز بالجائزة أنسته مخاوفه فحاول مرة أخرى فغاصت قدما فرسه في الأرض إلى الركبتين فعلم أنهم محفوظون بحفظ الله فطلب منهم الأمان وعاهدهم أن يخفي عنهم وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاب أمان ووعده بسواريْ كسرى وأوفى سراقة بوعده فكان لا يلقى أحداً يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أمره بالرجوع وكتم خبرهم .

وفي طريقهم إلى المدينة نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه بخيمة أم معبد فسألاها إن كان عندها شيء من طعامٍ ونحوه، فاعتذرت بعدم وجود شيء سوى شاة هزيلة لا تدرّ اللبن فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الشاة فمسح ضرعها بيده ودعا الله أن يبارك فيها ثم حلب في إناء وشرب منه الجميع .

وانتهت هذه الرحلة والهجرة المباركة بما فيها من مصاعب وأحداثٍ ليصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض المدينة المنورة .

لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبناء دولة الإسلام وإعزازاً لدين الله تعالى وفاتحة خير ونصر وبركة على الإسلام والمسلمين ولذا فإن دروس الهجرة الشريفة مستمرة لا تنتهي ولا ينقطع أثرها وتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ومن هذه الدروس .

دور المرأة في الهجرة :
لمعت في سماء الهجرة أسماء كثيرة كان لها فضل كبير: منها عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما التي حفظت لنا القصة ووعتها وبلغتها للأمة وأختها أسماء ذات النطاقين التي ساهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالماء والغذاء وكيف تحملت الأذى في سبيل الله كما روى ابن إسحاق وابن كثير في السيرة النبوية أنها قالت: " لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟

قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي؟
قالت: فرفع أبو جهل يده وكان فاحشاً خبيثاً فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي قالت: ثم انصرفوا " .

فهذا درس من أسماء رضي الله عنها تعلمه لنساء المسلمين جيلاً بعد جيل كيف تخفي أسرار المسلمين عن الأعداء وكيف تقف صامدة أمام قوى البغي والظلم .









رد مع اقتباس