*المغالطة الكبرى التي يمارسها هؤلاء وفقا لرؤيتهم ومنهجهم و هي محاولة تصوير وكأن الدمقراطية ضدها الدكتاتورية وهذا من المضحكات المبكيات والضحك على البله وذلك لأنّ الدمقراطية هي نفسها الدكتاتورية ولكن مغلفة بوهم يسمى الإرادة الشعبية ، فيوهمون المساكين أنهم هم من يختارون حاكمهم والحقيقة غير ذلك ، مع العلم أننا في موضوعنا ركزنا على أصل الدمقراطية التي هي حكم الشعب في كل شيء وأنه مصدر كل سلطة وأن له حق التشريع الملزم ولم نتكلم عن فروع الدمقراطية في ما يخص إختيار الحاكم ولكن ما بال هذه الرؤوس الصلبة لا تحب أن تفهم !!!
الدكتاتورية يعرفونها على أنها حكم الفرد الواحد والدمقراطية هي حكم الجماعة وحكم الشعب إن صحّ التعبير !!*
فإذا تكلمنا عن السلطة التشريعية ، فهي حق لله وحده سبحانه و لا يجوز صرفها للبشر سواء كان فردا أو جماعة أو شعبا ، فالأمر سواء ، ففي الشريعة الإسلامية لا فرق بين أن تعبد شخصا أو تعبد شعبا فالنتيجة واحدة وهي الشرك بالله العظيم ، ففي ميزان الشرع الدكتاتورية والدمقراطية سواء ، فلا يقول مسلم عاقل أننا نهرب من عبادة وتقديس شخص واحد إلى عبادة وتقديس الجماعة أو الشعب !!!!*
وإذا تكلمنا عن السلطة التنفيذية فهي حق لخواص الأمة من أهل الحل والعقد فهم المسؤلون عن إختيار الحاكم وهم المسؤلون عن عزله إن ظهر منه كفر بواح أو مرض مرضا يعجزه عن أداء مهامه*
فالدكتاتور هو الذي يأخذ السلطة غصبا والدمقراطي هو الذي يأخذها بالإنتخابات وكلتا الوسيلتين محرمة ، فاغتصاب السلطة دون بيعة أهل الحل والعقد وإخضاع أهلها لحكمه ظلم وعدوان ، والإنتخابات التي تساوي بين صوت الكافر وصوت المسلم وصوت العالم وصوت الجاهل وصوت الحكيم وصوت السفيه وصوت البر التقي وصوت الفاجر وصوت أهل الورع وصوت أهل الفسوق والبدع ، أيضا ظلم وعدوان**
قال الله تعالى : أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) القلم*
وقال الله تعالى :* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) ص*
فمن هنا يتبين لنا أنه لا فرق بين الدكتاتورية والدمقراطية في ميزان الشرع ، فمشكلة هؤلاء أنهم لا يزِنُون الأمور بميزان الشرع وإنما يزنوه بميزان الفكر الغربي ولهذا يرون فارقا كبيرا بين الدمقراطية والدكتاتورية بينما في دين الإسلام لا فرق بين إعطاء حق التشريع لشخص واحد أو اعطائه لذات جماعية لأنه حق خالص لله وحده ........... يتبع*