اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأثر الجميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
الموضوع موضوعكم استاذ
ويسرنا ان نقرا لكم ونستفيد منكم
شكرا لك
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذة المحترمة/ الأثر الجميل.
عودٌ على بدءٍ.
وكما ظهر لي أنه ساءكِ ما آلت إليها بلادنا، وربما خوفكِ وترقبكِ قد يحدث هناك بعض التجاوزات في الحراك الشعبي.
فأتيتِ بعبارة تلك "dégage"
لأن الدافع للإتيان بها، وأصبحت شعارًا، سوى أن البلوى طمت، ومصائب الفساد قد عمت.
إلا أن التغيير التي لمحتِ إليه في تلك المعادلة ( فساد الذين هم في عريش السلطان، مع فساد العباد كأفراد).
إنما الفرق بين هؤلاء الذين هم في السلطة أن فسادهم كان ممنهجًا، بل اخضعوا له قوانين الدولة، " وفساد " الأفراد تلك حالات فردية حتى وإن ظهرت للعلن، ولعلني آخذ المحترمة إلى ما جاءت به أدبيات سلفنا الصالح
ألم يأتي في السنن الكبرى للبيهقى أنه: عن ابن أبي نجيح قال: (لما أُتِي عمر بتاج كسرى وسواريه جعل يُقلبه بعود في يده ويقول: والله إنَّ الذي أدَّى إلينا هذا لَأمين. فقال رجل: يا أمير المؤمنين أنتَ أمينُ الله يؤدُّون إليك ما أدَّيتَ إلى الله فإذا رَتَعتَ رَتَعُوا. قالَ: صدَقتَ)
وفي رواية أخرى ، أن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه هو من قال له :
" يا أمير المؤمنين عفَفتَ فعفُّوا ولو رَتعتَ لرَتَعوا"
أما مسألة سيرة الناس.
ربما يقود الحوار إلى ما يُعرف ( الأصالة والحداثة )" Authenticité et Modernité"
وهنا يقع البعض في إشكال
ترى أ نعيد بعجلة الزمن إلى بالأفراد للعيش في بيئة ومحيط ما كان يعيش فيه السلف الصالح؟ أم نطوّر أنفسنا لنواكب غيرنا ونقاسمه هذه الحضارة وهذا التطور؟
هناك بعض الناس يظنون أن المسألة هيّنة وسهلة.
هناك من يمجدّون الماضي فلا يفتؤون من ترديد كيف كنا وكيف أصبحنا؟ ثم يسارعون الى الحكم على أننا نفعل كما كان يفعله أسلافنا فإننا سنقضي على تأخرنا ،، مع أن الواقع يصدم ، إن الآفات ما زالت بل زادت، رغم انه هناك مساجد يؤمها ألاف المصلين، وهناك الفريق الآخر الذي يريد الحداثة أن الذي جعلنا في تخلف أننا لم نواكب التقدم والتطور.
وبقى السجال بين الفريقين قائما.
ولو توقفنا من هذا " العداء " االموجود بين الطرفين
لوصلنا الى بديهية ولازمة أن الحداثة في جوهرها إنما
هي خلق الأصالة وليس استجلابها من أي مكان ما في غابر التاريخ ما دام لنا دين ارتضاه الله لنا، حيث يقول رب العزة:
"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"
لأن الفرد الأصيل هو النسخة الأولى والأخيرة من ذاته، وليس من شيء آخر.
لأننا لو ربطنا التدين بالمظهر فأننا سوف نقوم بجناية على ديننا حين يظهر ذلك " المتدين العامر للمساجد " وهو مرتشي وهو سارق وفي كل العيوب، فيقول لنا الآخر : هذا هو " إسلامكم " " يحثكم " على ذلك، وذلك ما أصبح ينعت ويوصف به الإسلام من طرف الآخر، بل ضربنا الإسلام بذلك " الإسلام "
أيتها الأستاذة المحترمة
لقد عرف التراث الإسلامي الأصالة وحققها حينما كان معاصراً، أي حينما كان يمتلك وعياً بالذات وبالزمان وبالتاريخ. بكلمة معاصرة: حينما كان حداثيّاً في زمانه، فهذا هو جوهر الحداثة..
أما العري والانسلاخ من الهوية والابتعاد عن الدين ما كان ولن يكون مصدر التقدم والتطور.
من نافلة القول ربما أقول
أنه لا يكون الفرد المسلم عابدًا وذا أصالة إلاّ إذا كان متطورًا وعارفًا لما يحيط به من الحداثة والعصرنة، كما أنه لا يتقدم وولا يتطور في إطار خصوصيته الإسلامية
إلاّ إذ اكان مسلمًا مؤمنا بحق على طريق ونهج سلفه الصالح.
وربما تكون لي عودة أخرى إن أرادت المحترمة نتعمق في حيثيات الموضوع.
تحياتي
آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-05-18 في 11:51.
|