( 6 )
أعمق خبرة عشتها هي في معسكر الإعتقال وقد بدا بالنسبة لي أنه من غير الممكن حتى إنقاذ المخطوط الخاص بكتابي الأول والذي خبأته بمعطفي حينما وصلت إلى معسكر اوشويتز..هذه كانت حالتي حينما كان علي أن أسلم ملابسي وأن أرث بدلا منها خرقا بالية لنزيل أرسلوه بالفعل إلى حجرة الإعدام بالغاز..وبدلا من الصفحات الكثيرة لمخطوطي عثرت في جيب المعطف الذي أخذته حديثا على صفحة واحدة ممزقة تحوي بعض الصلوات
وأتذكر أنه بعد فترة وجيزة بدا لي أني سأموت في المستقبل القريب، إلا أنه في هذا الموقف الحاسم كان اهتمامي مختلفا عن اهتمامات معظم زملائي فكان السؤال الذي يعنيهم هل سنبقى أحياء بعد المعسكر؟ لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك فكل هذه المعاناة بلا معنى " أما السؤال الذي كان يشغلني أنا فهو " هل لكل هذه المعاناة ولهذا الموت من حولنا معنى ؟ لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك فلن يكون هناك معنى للبقاء لأن الحياة التي يتوقف معناها على تلك الأحداث العارضة - مثل ما إذا كان السجين سوف يفر من المعسكر أم لا - لا تكون جديرة بالعيش على الإطلاق "
فكتور فرانكل