الصداقة ليست ضرورة حياتية كما قد يبدو لك، الكثيرون يعيشون بلا اصدقاء مخلصين ولم تتضرر نفسيتهم ولا حياتهم، خذ الامر ببساطته، وجدت صديقا فمرحى لذلك و ان لم تجده ففي ذلك من الفوائد ما تقصر السطور عن عده..... ليس معنى ذلك ان تعزل نفسك عن العالم... بل تواصل مع الغير فالتواصل لا يحتاج لان تكون صديقا... وليس ضروريا ايضا ان يكون الصديق غريبا عنك بل قد يكون اقرب الناس اليك :ابا او اما او قريبا وهؤلاء اوثق صداقة ان حصل ووجدت فيهم ما يؤهلهم لذلك.
وحتى حين تجد صديقا فيه من الخصال ما ترتاح اليه واهمها التقوى والخوف من الله، فان الاعتدال في التقرب منه امر مطلوب... فما يدري الانسان ما قد يكون غدا من تحول فيصاب بصدمة كما قال الشافعي: احبب حبيبك هونا ما فعسى ان يكون بغيضك يوما. وليس ذلك بسوء النوايا بل بعدم الركون الى هذه الصداقة كأنها اول شيء واخر شيء.
اما اهم شيء قد تبنى عليه الصداقة ويجعلها دائمة الى ما شاء الله فهو الحب في الله بين الصديقين، فلا تغيرها مصالح ولا يفسدها حاسد، لانها كانت لله وفي الله... وقليلون من يدركون معانيها
وفي الاخير حتى وان لم تجد صديقا مخلصا تستأنس بصحبته فثمة ما هو خير من ذلك اضعافا واضعافا. ان تملأ قلبك بحب الله والايمان فذلك يغنيك عن الف صديق والف حبيب وعن الناس اجمعين ومن وجد لذة المناجاة بين يدي الله واستشعار معيته لم يحزنه فقد احد وكان اسعد حالا ولو في جزيرة معزولة او في قلب جبل،
فمن وجد الله فماذا فقد!
وفقك الله لكل خير