بسم الله و صلّ اللهمّ و سلم و بارك على رسول الله
قد يظن فلان أنّ كلمة لاجئ تطلق فقط على من أجبر على ترك وطنه و راح يبحث عن رقعة جغرافية تحتضن ضياعه و تؤمن خوفه.
و قد يتجلّى من خلال قاموس المعاني أنّ ذاك هو القصد من هذه الكلمة.
لكن لو دقّق فلان آخر النظر لاستنبط عدّة معان خفية لهذه الأخيرة أي لاجئ... !
ألا توافقونني أنّ كل من فقد أو افتقد حضن أمّه إنّما هو لاجئ أيضا كون فقدان الوطن و الأم هو نفس الفقدان أو نفس الخسارة.
فالوطن يعتبر أمّا للجميع و لا تقتصر أمومته على فرد معين بل يشمل كل فرد ولد على ترابه وانتسب الى أرضه.
و أن كل من افتقد معنى الحياة و عاش يائسا كئيبا فلم يهتدي الى الغاية من خلقه وبات يتأرجح بين غلبة النّفس
و متاع الحياة الدّنيا إنّما هو أيضا لاجئ ضائع لم يهتد إلى سبيل واضح يفهم من خلاله سبب وجوده و يوطّن
فيه نفسه من عواصف العصر الحديث. و قس على ذلك العديد من الأمثلة ...
و يبقى هذا مجرّد رأي يحتمل الخطأ ، كما يمكن أن يحتمل الصّواب .
دمتم في حفظِ الرحمن