منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - غاية الأماني في نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني الهاشمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-12-09, 16:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

كون الإنسان هاشميّاً لا يرفعه عند ربه تعالى

وليس هو مجال المفاضلة بين الناس

لأن نسب الإنسان وهبي من الله ليس كسبيّاً

والكافر من بني هاشم سيكون حطب جهنم

والعبد الأعجمي المسلم قد يكون مأواه الفردوس الأعلى .

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/ 13 .


بطلان نسب الشيخ عبدالقادر الكيلاني

بسم الله والحمد لله على الإنعام والشكر له على الإلهام والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله خير الأنام وآله الطيبين الأطهار وصحبه الكرام الأعلام وبعد :

الواجب عند الكلام في الناس أن يكون بعلم وعدل .

والرجل الذي له في الدين مقامات محمودة ينبغي أن يُعرف له فضله ، ولا يمنع ذلك من تخطئته إن أخطأ . وهذه القاعدة العامة المذكورة تنطبق على الشيخ عبدالقادر الجيلاني وغيره من علماء المسلمين .

والشيخ عبدالقادر - رحمه الله - من أئمة الإسلام الذين انتهت إليهم الرئاسة على مسلمي زمانه علما وعملا وإفتاء وغير ذلك من مقامات الدين .

وقد كان رحمه الله من أعظم مشايخ زمانه أمرا بالالتزام بالشرع والأمر والنهي وتقديم ذلك على كل شيء . وكان زاهداً واعظا يتوب في مجالسه الخلق الكثير من الناس

. وقد أجمل الله ذكره ونشر بين العالمين فضله - رحمه الله رحمة واسعة - .

والشيخ عبد القادر كان متبعا لا مبتدعا ، وكان على طريقة السلف الصالح يحث في مؤلفاته على اتباع السلف ، ويأمر أتباعه بذلك . وكان يأمر بترك الابتداع في الدين ، ويصرح بمخالفته للمتكلمين من الأشاعرة ونحوهم .

والشيخ موافق لأهل السنة والجماعة - أهل الحق - في جميع مسائل العقيدة من مسائل التوحيد والإيمان والنبوات واليوم الآخر .

وقد وقع في مؤلفاته بعض الغلطات والهفوات والبدع التي تنغمر في بحار فضائله .

وللتعرف عليها مع بيان وجه الخطأ فيها يمكن مراجعة كتاب ( الشيخ عبدالقادر الجيلاني وآراؤه الاعتقادية والصوفية ) للشيخ الدكتور : سعيد بن مسفر القحطاني :440-476.

ثم إنه لايصح أن يجعل رجل من علماء المسلمين فضلا عن غيرهم مصدرا كاملا للحق والصواب ، فيكون ما قاله هو الحق وما خالفه هو الباطل ، لا الشيخ عبدالقادر ولا غيره .

ولكن الحق ما وافق الكتاب والسنة مهما يكن القائل به ، وما خالف الكتاب والسنة فإنه ينبغي تركه واجتنابه وإن قاله عبدالقادر الجيلاني أو مالك أو الشافعي أو أحمد أو أي شخص كان .

وهنا ملاحظة لا بد من التنبيه عليها وهي أن تزكية الشيخ عبد القادر لا تعني تزكية كل من انتسب إليه فليس كل من انتسب إلى شيخ أو طريقة أو أي أمر يُسلم له ذلك .

فكم ممن يظن صحة انتسابه إلى أمر يكون هو من أبعد الناس عنه فيكون ظنه في غير محله ، وكم من مضلل يلبس رداء الزهد والتقوى وهي منه براء

. ولذلك فإن الطريقة الصوفية المعروفة اليوم باسم الطريقة القادرية ليست على الطريقة السوية التي كان عليها الشيخ - رحمه الله - ، بل هي طريقة صوفية منحرفة عن هدي الكتاب والسنة

كثيرة الغلو في الشيخ عبدالقادر ، ولربما زعمت له مقامات لا تجوز إلا لله جل جلاله ، وقد وقع منهم غلو في قبره ، وفي الاستغاثة به ، والمبالغة في أوصافه وكراماته .

وبالمقارنة بين أفعال هؤلاء المنتسبين للشيخ مع ما ورد بالكتاب والسنة وما ورد عن السلف الصالحين بل وما ورد عن الشيخ - يرحمه الله - يتبين بُعد الهوة بين الطائفتين

وانحراف الطائفة القادرية عن طريقة شيخها الذي تنتسب إليه وذلك بإدخالهم للكثير من البدع في دين الله مما لم يكن يرتضيه الشيخ رحمه الله .

وقد ورد في كلام أهل العلم المعتبرين عد هذه الطائفة من الغلاة كما في كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - في رده على البكري في مسألة الزيارة: 1/228 .

وورد في فتاوى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ ما يدل على وقوعهم في بعض الشركيات .

انظر فتاوى ابن إبراهيم: 1/276، 109 ،

وفي فتاوى اللجنة الدائمة :2/250-252. والدرر السنية :1/74.

أولاً :

1. عبد القادر الجيلاني :

هو أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي .

2. ولد الشيخ عبد القادر بـ " جيلان " – بلاد وراء " طبرستان " في عام ( 471 هـ ) ، وتوفي عام ( 561 هـ ) .

3. سمع من : أبي غالب الباقلاني ، وأحمد بن المظفر ، وأبي القاسم ابن بيان .

وحدَّث عنه : السمعاني ، والحافظ عبد الغني ، والشيخ موفق الدين ابن قدامة .

4. قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله : الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء .

" سير أعلام النبلاء " ( 20 / 439 ) .

وقال الإمام السمعاني رحمه الله : كان عبد القادر من أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ، فقيه ، صالح ، ديِّن ، خيِّر ، كثير الذكر ، دائم الفكر ، سريع الدمعة .

انظر " سير أعلام النبلاء " ( 20 / 441 ) .

وقال ابن كثير رحمه الله : وكان له سمت حسن ، وصمت ، غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان فيه تزهد كثير ، له أحوال صالحة ومكاشفات ، ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات

ويذكرون عنه أقوالا وأفعالا ومكاشفات أكثرها مغالاة ، وقد كان صالحاً ورِعاً ، وقد صنَّف كتاب " الغُنية " و " فتوح الغيب " ، وفيهما أشياء حسنة ، وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة ، وبالجملة كان من سادات المشايخ .

" البداية والنهاية " ( 12 / 768 ) .

5. اهتم بعض الدارسين ببحث عقيدة الجيلاني وسيرته

كما فعل الشيخ سعيد بن مسفر وفقه الله في كتاب " الشيخ عبدالقادر الجيلاني وآراؤه الاعتقادية والصوفية " وهو رسالة علمية لنيل درجة " الدكتوراة " من جامعة " أم القرى " وقد قال في خلاصة بحثه قال :

" أولاً : أن الشيخ عبد القادر الجيلاني سلفي العقيدة ، على منهج أهل السنة والجماعة في جميع قضايا العقيدة : كمسائل الإيمان ، والتوحيد ، والنبوات

واليوم الآخر، كما أنه يقرر وجوب طاعة ولاة الأمور ، وعدم جواز الخروج عليهم .

ثانياً : أنه من مشايخ الصوفية في مراحلها الأولى وبمفهومها المعتدل والأقرب إلى السنَّة ، والتي تعتمد في الغالب على الكتاب والسنَّة ، مع التركيز على أعمال القلوب .

ثالثاً : أنه – رحمه الله – وبالنظر إلى تلقيه علوم التصوف من مشايخ يفتقرون إلى العلم المعتمد على الكتاب والسنة أمثال شيخه الدباس الذي كان أميَّاً لا يقرأ ولا يكتب

فقد وقع – رحمه الله – في بعض الشطحات ومارس بعض البدع في العبادات ، ولكن هذه الهفوات مغمورة في بحر حسناته ، والعصمة ليست إلا للأنبياء وغيرهم معرض للخطأ ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .

رابعاً : أن معظم ما نسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني من الكرامات مبالغ فيه ، وبعضها غير صحيح ، وما يمكن قبوله منها : فهو إما من باب الفراسة

أو من باب الكرامات التي يقول أهل السنَّة والجماعة بجواز وقوعها بالضوابط الشرعية الموضحة في ثنايا الرسالة " . انتهى .

" الشيخ عبدالقادر الجيلاني وآراؤه الاعتقادية والصوفية " ( ص 660 ، 661 ) .