منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات شبابية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-11-26, 14:20   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أخته تحادث رجلاً أجنبيّاً ووالداها لا ينكران عليها فماذا يفعل؟

السؤال

شخص له أخت تكلم شابّاً على الهاتف ، ونصحها ، فلم تستجب ، فقال لأبويهما ، فلم يُنكرا عليها ، وهو لا يحب الدياثة ، وهو غيور جدّاً

فماذا يمكن أن يفعل ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

"الغيْرة من الغرائز البشريّة الّتي أودعها اللّه في الإنسان تبرز كلّما أحسّ شركة الغير في حقّه بلا اختيار منه ، أو يرى المؤمن حرمات اللّه تنتهك .

والغيرة على حقوق الآدميّين الّتي أقرّها الشّرع مشروعة ، ومنها غيرة الرّجل على زوجته أو محارمه

وتَرْكُها مذمومٌ ، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم

: ( أتعجبون من غيْرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، واللّه أغير منّي ) وفي رواية : ( إنّه لغيور ، وأنا أغير منه ، واللّه أغير منّي ) .

وإنّما شرعت الغيرة لحفظ الأنساب ، وهو من مقاصد الشّريعة ، ولو تسامح النّاس بذلك لاختلطت الأنساب

لذا قيل : كلّ أمّة وُضعَت الغيْرة في رجالها : وُضعَت الصّيانة في نسائها ، واعتبر الشّارع من قتل في سبيل الدّفاع عن عرضه شهيداً ، ففي الحديث : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) .

ومَن لا يغار على أهله ومحارمه : يُسمَّى : " ديّوثاً "

والدّياثة من الرّذائل الّتي ورد فيها وعيد شديد ، وما ورد فيه وعيد شديد يعدّ من الكبائر عند كثير من علماء الإسلام ، جاء في الحديث

: ( ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة : العاقّ لوالديه ، والمرأة المترجّلة ، والدّيّوث )- رواه النسائي ( 2561 ) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي .

انتهى من " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 321 - 323 ) مختصراً .

وقال ابن القيم رحمه الله :

"أصل الدِّين : الغيرة ، ومَن لا غيْرة له : لا دين له ، فالغيرة تحمي القلب ، فتحمي له الجوارح ، فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة : تميت القلب ، فتموت الجوارح ، فلا يبقى عندها دفع البتة

ومَثَل الغيرة في القلب مَثَل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ، فإذا ذهبت القوة وَجد الداءُ المحلَّ قابلاً ، ولم يجد دافعاً ، فتمكَّن ، فكان الهلاك" انتهى .

" الجواب الكافي " ( ص 45 ) .

فنحن مع هذا الأخ السائل الذي لا يزال قلبه حيّاً ، ولا تزال الغيرة تجد مكاناً لها في قلبه ، ونحثه على التمسك بها .
ثانياً :

حتى ينجح في حل مشكلة أخته : عليه أولاً أن يبحث في الأسباب الدافعة لها لأن تفعل هذه المعصية ، وتتجرأ على محادثة رجل أجنبي في بيت أهلها

ونحن نرى أن من أسباب فعل تلك المعصية :

1. الفراغ العاطفي ، فقد تكون محرومة من عطف أمها ، أو والدها ، أو منهما جميعاً ، ثم وجدت ذلك الذئب الذي أوهمها بأنه من يستطيع إشباع تلك العاطفة .

2. ضعف الإيمان ، ولو أن هذه الأخت عرفت الله تعالى بأسمائه وصفاته ، وعرفت ما يترتب على المعاصي من أوزار : لتوقفت عن المعصية ، أو لكان ذلك حائلاً بينها وبين فعلها ابتداء .

3. فراغ الوقت ، فكثير من الفتيات تجد الفراغ في يومها وليلتها لأن تقرأ روايات الحب والعشق ، ولأن تطالع الفضائيات ، وتحادث في الهاتف ، ولو أنها شُغلت بما ينفعها من أعمال : لضاقت عليها ساعات يومها .

4. النظر إلى المحرمات ، وهو ما يهيِّج الشهوة ، ويدعو لتقليد تلك الممثلة ، أو تجرب تلك التجربة المفعمة بعاطفة الحب والغرام .

5. الخلوة ، وهي الداء القاتل ، والتي تمكِّن الشيطان من أن يكون أنيسها ، وونيسها ، في وحدتها .

6. التمكين من أجهزة الاتصالات ، وهو سبب مباشر لفعل معصية المحادثة والتعرف على ذلك الرجل الأجنبي .

وعلاج المشكلة يحتاج من ذلك الأخ أن يفكِّر في هذه الأسباب

– وقد يكون هناك غيرها –

ويحاور عقلاء أهله لعلاجها أو القضاء عليها ، من غير إحداث شرٍّ أكبر منه .

ثالثاً :

ننصح الأخ السائل أن يوجِّه رسائل تذكرة لأخته ، كتابية كانت أو شفوية ، ولتكن محتوية على المسائل التالية :

1. أنها ستصبح بتلك المحادثات المحرَّمة سلعة رخيصة عند ذلك الذئب ، وأنه لا يتزوج هؤلاء بمثلك ؛ لأنهم يخافون من خيانتك لهم ! .

2. أنك بتلك المحادثات تلطخين سمعتك وسمعة ومكانة أهلك في المجتمع .

3. أنها بتلك المحادثات سيزداد عندها بغض الخير والطاعة ، وسيزداد عندها حب الشر والمعصية .

4. أنها ستصل لمرحلة كراهية الأهل والتفكير في هجرهم .

والذي ننصح بفعله في مثل هذه الحالة :

1. مداومة النصح لها ، وعدم اليأس من هدايتها .

2. تعريفها على صاحبات الخير والصلاح من بنات جنسها .

3. تحريك الوالدين تجاهها ، لنصحها ، وتذكيرها ، والأخذ على يدها .

4. مكالمة ذلك الرجل الفاسد ، وتخويفه ، وتهديده .

5. التعجل في تزويجها .

6. الحرص على دعاء الله تعالى أن يهديها ، ويجنبها الفتن .

هذا ما نراه ، ونسأل الله تعالى أن يوفق أخاها لما فيه رضاه ، وأن يهدي أخته لما يحب ويرضى ، وأن يحبب إليها الإيمان ويزينه في قلبها ، وأن يبغِّض إليها الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلها من الراشدين .

والله الموفق









رد مع اقتباس