منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات شبابية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-11-07, 15:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تريد المشورة في الاختيار بين رجلين تقدما لخطبتها

السؤال

أنا بنت متقدم لى عريسان ، الأول أحبه ، والثاني لا أشعر تجاهه بعاطفة ، الأول أخلاقه جيدة ، ولا ينقصه شيء من أساسيات الدين , إلا أن الثاني الذي لا أشعر تجاهه بعاطفة : يفوقه كثيرا ،

من ناحية كثرة الطاعات ، والقرب إلى الله ، وتعلم الدين ، وما إلى ذلك . عندي ميل لأقبل الأول متمنية أن يزداد مستواه الدينى مع الوقت

وهو يعدني بذلك ، ولكنى أخاف أن أكون بذلك قد غلبت هواى ، ودنياي ، على آخرتي ؛ أرجو الإفادة
.

الجواب

الحمد لله

لا نملك هنا إلا أن نقدم لك بعض الإضاءات التي تعينك على اتخاذ قرارك ، وتحمل مسؤوليته بنفسك ؛ لا أن نتخذ نحن هذا القرار بدلا عنك ، فهذا لا نملكه ، ولا ينبغي أن يملكه أحد سواك !!

إن أساسيات الدين التي تسمح لنا بالنظر في حال الخاطب الأول

والتي ذكرت أنها لا تنقصه : هي شيء مجمل جدا في عبارتك ، وفي تقدير الناس واعتبارهم ؛ والذي يجب أن يكون واضحا في ذهنك أن تكون أساسيات الدين ، وهي الحد الأدنى الذي لا يقبل التنازل عنه :

أن يكون معروفا بسلامة اعتقاده ودينه بصفة عامة ، محافظا على أداء الفرائض ، وأهمها وأعظمها الصلوات الخمس ، من أهل الجماعات في المساجد ، محبا للدين معظما له ، مبتعدا عن المحرمات ، حريصا على أكل الحلال .

ثم لا يشترط بعد ذلك : أن يكون صواما ، قواما ، حافظا للقرآن ، منشغلا بطلب العلم ، أو الدعوة إلى الله ، أو نحو ذلك من فضائل الأعمال

والميزات الخاصة في بعض الأشخاص ، فمثل هذا ليس من الأساسيات الواجب توافرها ، وقد يكون شخص من عامة الناس ، ممن ذكرنا حاله أولا في محافظته على الواجبات ، وتركه للمحرمات

من أهل الاقتصاد في الدين ، ليس مفرطا ، فاسقا ، ولا هو من العباد الزهاد ، قد يكون مثل هذا أحسن عشرة ، وأشد إكراما لأهله ، ومعرفة بحقوقهم من غيره .

فإن كانت الأساسيات التي رأيت أنها في الخاطب الأول ، هي على النحو الذي ذكرناه ، فلا يضرك تقصيره في النوافل ، أو عدم انشغاله بطلب العلم

ونحو ذلك ، وما دام قد خطبك ، وعندك ميل إليه : فلا حرج عليك في قبوله ، وتقديمه على غيره ، بعد استخارة الله ، وسؤاله التوفيق والسداد

فإنه لا شيء أقطع لتعلق القلب بشخص ، مثل الزواج به ، وإعفاف النفس بالوصال الحلال
.
وأما إذا كنت تعنين بأساسيات الدين : مفهوما آخر ، وقدرا من التدين العام المعروف عند كثير من الناس ، ثم لا يهتم بصلواته الخمس ، ولا يعظم أمر الجماعة

أو كان ممن يتهاون في شأن المحرمات ونحو ذلك : فمثل هذا لا ينبغي لك أن تقبليه أصلا ، سواء كان هناك خاطب سواه ، أو لا ؛ فإما أن تقبلي الخاطب الثاني

أو لا ، هذا أمر آخر ، لكن لا ينبغي أن يدخل الأول ـ إذا كانت هذه حاله ـ في حسابك أصلا !!

ومن شأن الزمان ، ومجاهدة النفس ، وإعفافها بالوصال الحلال : من شأن ذلك كله أن ينسيك ذلك التعلق بالشخص الأول ، الذي يفترض أن يكون باهتا حتى الآن ، يزول بأقرب دافع عنه ، مع سد أبوابه ، وقطع علائقه .

وأما وعده لك : فليف بعهد الله لعباده بطاعته ، وترك محارمه أولا ؛ ثم ننظر في وعده لك !!

وينظر جوب السؤالين القادمين

والله أعلم .









رد مع اقتباس