منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سؤال حيرني فأرجوا الإجابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-23, 15:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قد اختلف العلماء في هذا الحديث :

فقال الهيثمي في "المجمع" (8/79) : " رجال أحمد رجال الصحيح " .

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3 / 348) :

" رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم " .

وقال البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة" (6 / 25) :

"هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم" .

وصححه الألباني ـ أولاـ في "الضعيفة" (1/25) .

وأعله غير واحد :

فقال الدارقطني في "العلل" (12/204) :

" هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس .

رواه شعيب بن أبي حمزة ، وعُقيل ، عن الزهري ، قال: حدثني من لا أتهم ، عن أنس ، وهو الصواب " انتهى .

وقال حمزة الكناني الحافظ :

" لم يسمعه الزهريُّ من أنس ، رواه عن رجل عن أنس . كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهريِّ ، وهو الصواب " .

"تحفة الأشراف" (1/394) .

وقال البيهقي :

" هكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ، ورواه ابن المبارك عن معمر فقال عن الزهري عن أنس ، ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال : حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك .

وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد ، غير أنه قال في متنه : فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار " انتهى مختصرا .

"شعب الإيمان" (5 / 264-265)

وكذا أعله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1 / 394).

وقد اضطرب فيه عبد الرزاق ، فكان تارة يقول عن معمر عن الزهري أخبرني أنس ، وتارة يقول عن معمر عن الزهري عن أنس ، وهي رواية ابن المبارك وغيره عن معمر ، وهو الصحيح .

ومعمر بن راشد – وإن كان من أوثق الناس في الزهري - إلا أنه كان يحدث أحيانا فيخطئ.

قال أبو حاتم : ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط وهو صالح الحديث .

وقال الذهبي : له أوهام معروفة .

وقال أحمد : كان يحدثهم بخطأ بالبصرة .

وقال يعقوب بن شيبة : سماع أهل البصرة من معمر حين قدم عليهم فيه اضطراب ، لأن كتبه لم تكن معه .

وقال ابن رجب :

حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير ، وحديثه باليمن جيد .

وقال ابن حجر : ثقة ثبت فاضل ، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا ، وكذا فيما حدث به بالبصرة .

"التهذيب" (10/245) – "الجرح والتعديل" (8/256) – "ميزان الاعتدال" (4 / 154)

"شرح علل الترمذي" (ص 237) – "تقريب التهذيب" (ص 961) .

وقد خالفه الجماعة : عقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة وإسحاق بن راشد فرووه كلهم عن الزهري عن رجل عن أنس ، مما يدل على أن الزهري لم يسمعه من أنس ، وأن بينهما رجلا مجهولا .

فالحديث معلول بجهالة الواسطة بين الزهري وأنس رضي الله عنه .

وإلى القول بإعلال الحديث عاد الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما كان يصححه أولا .

قال رحمه الله ـ تعليقا على تصحيح الحافظ المنذري لإسناده :

" هو كما قال ، لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس ، بينهما رجل لم يسم ، كما قال الحافظ حمزة الكناني ... ثم الناجي ، وقال [ أي : الناجي ] : وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف [يعني : الحافظ المنذري] .." . ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما نقل إسناده عن عبد الرزاق :

" وهذا إسناد ظاهره الصحة ، وعليه جرى المؤلف والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/187) ، وجرينا على ذلك برهة من الزمن حتى تبينت العلة ؛ فقال البيهقي عقبه (5/265) : "ورواه ابن المبارك عن معمر، فقال : عن معمر، عن الزهري، عن أنس . ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، قال : حدثني من لا أتهم عن أنس ... ، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري" . وانظر: أعلام النبلاء(1/109) ، ولذلك قال الحافظ عقبه في "النكت الظراف على الأطراف": فقد ظهر أنه معلول" . انتهى .

"ضعيف الترغيب" (2/247) هامش (1) .

وللحديث شاهد رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6607) من طريق معاذ بن خالد أنا صالح عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة ... الحديث بنحوه .

وهذا إسناد ضعيف جدا :

معاذ بن خالد قال الذهبي : له مناكير ، وقد احتمل .

"ميزان الاعتدال" (4 / 132)

وصالح هو ابن بشير بن وادع المعروف بالمري متروك ، قال ابن معين وابن المديني وصالح بن محمد : ليس بشيء . وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات . وقال الجوزجاني : كان قاصا واهي الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال ابن عدي : عامة أحاديثه منكرات تنكرها الأئمة عليه .

"تهذيب التهذيب" (16 / 4) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الشاهد :

"فيه صالح المري ، وهو ضعيف ، وهو مخالف للحديث قبله من وجوه ، كما هو ظاهر"اهـ "ضعيف الترغيب" (2/247) هـ(2) .

والخلاصة : أن هذا الحديث مختلف في تصحيحه بين أهل العلم ، فمن أهل العلم من يصححه ، ومنهم من يعله ، وقد رجح غير واحد من نقاد الحديث ، وعلماء العلل ضعف الحديث وانقطاعه ، ولعل القول بتضعيف الحديث أقرب وأولى بالصواب .

والله أعلم .










رد مع اقتباس