منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-09, 16:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الذكر بـ( رضيت بالله ربا ) تجب له الجنة ، وليس( كان حقا على الله أن يرضيه )

السؤال:

ما مدى صحة الحديث : قال عليه الصلاة والسلام : ( ما من عبد مسلم يقول حين يُصبح وحين يُمسي ثلاث مرات : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا . إلاَّ كان حقا على الله أن يُرضيه يوم القيامة )

. رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي في " الكبرى " ، وابن ماجه . ولقد ذكر في موقعكم الكريم أن الحديث :

( من قال : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، وجبت له الجنة ) صحيح .
فأيهما علينا الأخذ به ؟


الجواب :

الحمد لله


أولا :

ثبت عن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (1884)

من طريق عبد الله بن وهب ، حدثني أبو هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا .

ورواه أبو داود في " السنن " (1529)

من طريق عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني ، حدثني أبو هانئ الخولاني ، أنه سمع أبا علي الجنبي ، أنه سمع أبا سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (

مَنْ قَالَ : رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

ثانيا :

أما الحديث الآخر في السؤال فيروى عَنْ أَبِي سَلَّامٍ – وهو ممطور الحبشي – قَالَ : " مَرَّ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ حِمْصَ ، فَقَالُوا : هَذَا خَادِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَا يَتَدَاوَلُهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

رواه جماعة من أئمة المحدثين ، وقد اختلف الرواة فيه على أوجه :

الوجه الأول : عن كل من ( شعبة ، وهشيم ) : كلاهما عن أبي عقيل هاشم بن بلال قاضي واسط ، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام ، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

طريق ( شعبة ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (31/302، 304) (38/195، 196)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (4/201) ، والنسائي في " السنن الكبرى " (9/6)

وأبو داود في " السنن " (رقم/5072) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (5/286)، وابن أبي خيثمة في " التاريخ الكبير " السفر الثاني (1/ 287) .

وأما ما وقع في " المستدرك " للحاكم (1/699) من طريق شعبة أيضا قال : سمعت أبا عقيل ، يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية ، فهو تحريف ظاهر من النساخ . انظر " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (11/31) .

وقال الحاكم عقبه : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

وطريق ( هشيم ) رواه النسائي في " السنن الكبرى " (9/209) ، ومن طريقه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/68) .

الوجه الثاني : عن سفيان ، عن أبي عقيل ، عن سابق بن ناجية ، ولكن جعله عن أبي سلام ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسقط الواسطة بينهما وهو خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه هكذا الروياني في " المسند " (رقم/730) .

الوجه الثالث : عن مسعر، قال : حدثنا أبو عقيل ، عن سابق بن ناجية . ولكنه جعله عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجعل أبا سلام هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه هكذا ابن أبي شيبة في " المصنف " (5/324) (6/35) ، وعنه ابن ماجه في " السنن " (3870) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (1/348)

ومن طريقه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص/283) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (22/367) ، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (رقم/6834)

وابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/1681) في ترجمة " أبي سلام الهاشمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه " هكذا قال

ثم قال أيضا : " هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث ، وكذلك رواه ( هشيم وشعبة )، عن أبي عقيل ، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام . ورواه وكيع عن ( مسعر ) فأخطأ في إسناده

فجعله عن مسعر ، عن أبي عقيل ، عن أبي سلامة ، عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم . وكذلك قال في أبي سلام أبو سلامة فقد أخطأ أيضا "

انتهى . وانظر أيضا " الاستيعاب " (2/682) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" ابن عبد البر صوب رواية مسعر ، وقد علمت أنها جعلت أبا سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو واهم في ذلك "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (11/32) .

الوجه الرابع : عن مسعر ، عن أبي عقيل ، عن أبي السلام ، عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم . فأسقط سابق بن ناجية ، وسمى به خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه ابن أبي خيثمة في " التاريخ الكبير " السفر الثاني (1/ 287) في ترجمة " سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم ". هكذا قال .

قال ابن الأثير رحمه الله :

" قالوا : وهو وهم " انتهى من " أسد الغابة " (2/379)، ومن الأوهام أيضا في طريق مسعر أنه روي عنه موقوفا كما في " معجم الصحابة " (1/ 326) لابن قانع .

فالصواب هو الوجه الأول من طريق ( شعبة وهشيم )، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام ، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام المزي رحمه الله :

" وهو الصواب "

انتهى من " تهذيب الكمال " (10/125) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" الصحيح أبو سلام عن صحابي "

انتهى من " الكاشف " (2/433) .

وقال ابن حجر رحمه الله :

" حديث شعبة في هذا هو المحفوظ "

انتهى من " الإصابة " (7/158) .

ومع ذلك فالإسناد ضعيف بسبب جهالة سابق بن ناجية الذي يدور الحديث عليه

ترجمته في " تهذيب الكمال " (10/125)

وليس فيها توثيق ولا تجريح له ، ولم يرو عنه سوى راو واحد . ولهذا ضعف الحديث الشيخ الألباني رحمه الله وكان مما قال : " وقد رواه سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان مرفوعاً بلفظ : (

من قال حين يسمي : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ كان حقاً على الله أن يرضيه ) رواه الترمذي (3386) ؛ وقال : " حسن غريب " ! لكن ابن المرزبان هذا مدلس

بل ضعفه البخاري وغيره تضعيفاً شديداً وتركوه ، ومن المحتمل أنه تلقاه عن سابق بن ناجية المجهول ثم دلسه ، وقال - وهماً منه أو قصداً وتدليساً -: " عن أبي سلمة "

بدل : ( أبي سلام ) ، و : " عن ثوبان " بدل : " عن خادم النبي عليه الصلاة والسلام ".

ولذلك ؛ لم أذهب في تعليقي على " الكلم الطيب " إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين ، مع ما بين متنيهما من الاختلاف في اللفظ كما هو ظاهر بأدنى تأمل .

وقد جاء ذكره في " صحيح الكلم الطيب " برقم (23) سهواً مني ، أرجو الله أن يغفره لي ، فيرجى حذفه "

انتهى باختصار من " السلسلة الضعيفة " (رقم/5020، 11/32-33) .

فالخلاصة أن الحديث الصحيح هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وفيه قوله ( وجبت له الجنة )، أما حديث خادم النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : ( كان حقا على الله أن يرضيه ) فليس بصحيح .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس