أميـــرة التفـــرّد..!
هناك في قلعتِها الرّماديّة، تجلِسُ وحيدةً ترقُبُ ظلّ أوراقٍ اغتصبها حنَقُ ذكرياتِها.. أوراق كانت ذات زمنٍ ثروةَ عُمرٍ يعُجُّ بأريجِ الطّفولةِ.. ويُطيّبُ مع كلِّ إشراقٍ أروقةَ أحلامِها..
تقبّلها كلّ صباحٍ بحروفٍ نقيّةٍ ..تُخضِعُ للسِّحرِ صفْوَ معانيها.. لتغرف من سَيْبِ فكرِها شاعريّةً..
تُفيضُها على قلبها البلّوريِّ.. فيزداد نقاءً وبريقا.. وتزداد هي تعلّقا بصمتها الذي تُهامسُهُ..
كلّما انتابتْها غرابة الشّعورِ.. وكلّما باغتتها تساؤُلاتٌ تعرُجُ من عُمقِ كيانها..
فتُذْكيها حتّى يمتدَّ السّعيرُ.. حيثُ يعتكفُ الخيال.. لتولَد بين أحضانِه نبضاتٌ..
تُعيدُ لأوراقِها جذوةَ الاشتعال..بين ماضٍ..وحاضِرٍ ومستقبَلٍ..
وعيناها تحتويانِ دورَةَ أشيائِها... كطفلةٍ تخشى أن يُكسَر قلمُ أحلامِها الذي تُروّضُ به جنونها..
كلّما رسمته في حلقةٍ واسعةٍ ..تقفِز عليها في انعتاقٍ يجعلُها تُلامسُ أديمَ السّماء.
وليدة اللّحظة/ بقلمي.
......يُتــبَعْ......