الهدي النبوي قي العلاج بالقسط
ومن توجيهات النبي صلِ الله عليه و سلم
عن كتاب الطب النبوي والعلم الحديث للدكتور نظمي النسيمي
في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسية والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل
في هذه الحالة وهو القسط. قوله (ويلد من ذات الجنب) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواء عندما لا يتمكن من الجلوس
أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه، واللدود ما يسقي الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه واللدود (بضم اللام ) الفعل.
فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي ) رواه الترمذي.
وروى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
ولقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها.
وقال الموفق البغدادي
عن تحقيقه لكتاب: الطب من الكتاب والسنة لكاتب موفق البغدادي
(وذات الجنب قسمان: حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغير حقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقة ناخس ).
وقال الدكتور عبد المعطي القلعجي
عن تحقيقه لكتاب البغدادي: المصدر السابق
: تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذي يترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جاف وأرتفاع حرارة
وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات.
ويرى الدكتور محمد ناظم النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجنبي الناتج غالباً عن البرد أو الرثية (الروماتيزم ).
وذكر الكحال ابن طرخان
عن كتاب: الأحكام النبوية في الصناعة الطبية
طريقة المعالجة بالقسط للألم الجنبي فقال: يدق القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخن دون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم ويلعق.
أما ابن القيم
عن كتاب: الطب النبوي
فقد أكد هذا المعنى بقوله: (والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في المصدر تنجم عن ريح غليظة فإن القسط بالبحري إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن
ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقاً لذلك نافعاً له محلاً لمادته مذهباً لها، مقوياً للأعضاء الباطنية ).
قوله صلى الله عليه وسلم:( فإن فيه سبعة أشفية) قال البخاري: قال الراوي: فسمعت الزهري يقول: بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة.
وقال ابن حجر: كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودها حينئذ دون غيرها.
وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.
قال الموفق البغدادي (وفي جمعه صلى الله عليه وسلم بين الحجامة والقسط سر لطيف وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط
وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلد قد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار فحيث علم ذلك مع الحجامة ما يؤمن من ذلك
والقسط قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسم الأفاعي، واشتمامه على الزكام يذهبه، ودهنه ينفع وجع الظهر).
قال ابن حجر: ويحتمل أن تكون السبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شرابٌ أو تكميدٌ أو تقطيرٌ أو تبخيرٌ أو سعوطٌ أو لدود. فالطلاء يدخل ويجعل في عسل أو ماء وغيرها.
وكذا التقطير والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخر واضح. وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم.
وخلاصة ما كتبه شراح الحديث
كتاب الدكتور النسيمي في كتاب: الطب النبوي والعلم الحديث
نبات القسط الموصوف في السنة، نبات يعيش في الهند وخاصة في كشمير وفي الصين وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء
وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت القسط البحري، كما كان يسمى بالقسط الهندي.
وقد يدعى الأبيض بالقسط البحري والأسود بالهندي كما ورد في السنة باسم العود الهندي كمترادفات، إلا أنه من غير شك غير العود الهندي الذي يتخذ في البخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان.
وقال البخاري تحت باب السعوط بالقسط الهندي والبحري وهو الكست (بالقاف والكاف) مثل كافور وقافور وكشت وقشطت.
قال ابن القيم: القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم قاطعان للزكام
وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وقطعاً وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف.
أما الدكتور أحمد الرشيدي
عن كتاب الطب النبوي والعلم الحديث للدكتور نظمي النسيمي
فقد ذكر أن للقسط Costus نحواً من 15 صنفاً.
وذكر أن ابن سينا نقل عن ديسقوريدس بأن القسط ثلاثة أنواع: صنف أبيض خفيف عطري هو القسط العربي أو البحري، وصنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية
هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس، رائحته ساطعة هو القسط الشامي.
وينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا جرياً على كلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل
وهو أبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل، وهذا يوافق أيضاً ما يسمى بالقسط الحلو C.Duleis.