منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-09-05, 07:05   رقم المشاركة : 154
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



لم يصح حديث في أن ترك طعام العشاء يورث الهرم

السؤال

ما صحة الأحاديث التالية ، وأنقلها لكم بمعناها : ) كلوا وجبة طعام منتصف الليل ولو كانت حفنة من تمر ، وإلا سبق الرجل الهرم (، والحديث الثاني رواه أبو نعيم عن أنس بن مالك رضي الله عنه :

( أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الناس لتناول الطعام أثناء الليل فكبر السن يأتي أسرع إن لم تتناول هذه الوجبة ) . وهل يجب على الشخص تناول الطعام ليلا ؟


الجواب :


الحمد لله


الأحاديث الواردة في السؤال وردت عن اثنين من الصحابة الكرام :

الحديث الأول :

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَدَعُوا الْعَشَاءَ وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ تَمْرٍ ، فَإِنَّ تَرْكَهُ يُهْرِمُ ) .

رواه ابن ماجه في " السنن " (3355) وسنده ضعيف جدا ، فيه اثنان من الضعفاء .

الأول : إبراهيم بن عبد السلام ، قال فيه ابن عدي : ليس بمعروف ، حدث بالمناكير ، وعندي أنه يسرق الحديث

كما في " الكامل " (1/419) ،

وقال الدارقطني : ضعيف

. كما في " سؤالات الحاكم " (ص101) .

والثاني : عبد الله بن ميمون ، واسمه فيه اشتباه ، وهو متردد بين راويين : أحدهما ضعيف جدا ، والثاني مجهول .
قال الألباني رحمه الله – في حكمه على الحديث -:

" ضعيف جدا ... وعبد الله بن ميمون إن كان هو القداح فهو متروك ، وإن كان غيره فهو مجهول ، وقد رجح الأول الحافظ ابن حجر في " التقريب "

ورجح الآخر المزي في " التهذيب " قال : لأن القداح لم يدرك ابن المنكدر إن كان إبراهيم بن عبد السلام في روايته عنه صادقا! "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (1/236) ، وانظر : تهذيب التهذيب (6/49) .

وقد ضعف الحديث كل من الزركشي في " التذكرة " (ص147)، وابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/259) .

الحديث الثاني :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ ، فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ ) رواه الترمذي (1856)

وهذا الحديث ضعيف جدا أيضا ، في سنده عنبسة بن عبد الرحمن القرشي .

قال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، كان يضع الحديث ، وقال البخارى : تركوه ، وقال ابن حبان : هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به . ينظر " تهذيب التهذيب " (8/161) .

وقال الترمذي بعد روايته للحديث :

" هذا حديث منكر ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وعنبسة يضعف في الحديث ، وعبد الملك بن علاق مجهول " .

ومما يؤكد ضعف الحديث أن عنبسة نفسه قد اضطرب في روايته ، فمرة يرويه عن راوٍ ، ومرة أخرى يرويه عن راوٍ آخر .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" تبين من الروايات أن عنبسة كان يضطرب في إسناده ، فمرة يقول : عبد الملك بن علاق ، ومرة مسلم ولا ينسبه ، وأخرى علاق بن مسلم ، وتارة عن موسى بن عقبة عن ابن أنس

وهذا ضعف آخر في الحديث ، وهو الاضطراب في سنده " .

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (1/236) .

وعلى هذا ، فهذا الحديث ، (سواء كان عن جابر أو أنس) شديد الضعف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل حكم عليه بعض العلماء بأنه موضوع .

انظر : " الموضوعات " (ص78) للصاغاني .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" وبهذا يتضح أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدا ، ويحتمل أنه موضوع " .

انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (26/239) .

وإذا لم يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يؤمر المسلم بالأكل ليلا ، فإذا أكل ليلا أو ترك ذلك فهو مباح
.









رد مع اقتباس