منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سجود السهو
الموضوع: سجود السهو
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-29, 22:38   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

هل للعبد أن يسجد سجود السهو في كل صلاة
بحجة أنه قد أصابه قليل من السرحان ؟.


الجواب :

الحمد لله

سبق بيان الأسباب التي يشرع لها سجود السهو في الصلاة ، وأنها إما أن تكون زيادة في الصلاة ، أو نقصا ، أو شكا في صلاته ؛ بحيث لم يدر كم صلى .

وما ذكر في السؤال من السجود للسهو لأجل ما أصاب المصلي من السرحان [ يعني : الذهول في الصلاة وشرود الذهن ]

فهذا ليس من الأسباب التي يشرع لها سجود السهو .

قال الشيخ البهوتي رحمه الله :

( يشرع [ يعني : السجود ] للسهو بوجود شيء من أسبابه ، وهي زيادة ، ونقص ، وشك ... سوى صلاة جنازة ... ، وسوى حديث نفس ، لعدم إمكان الاحتراز منه ، وهو معفو عنه . )

[ كشاف القناع 2/ 465 ]

وقد سئلت اللجنة الدائمة :

عندما أكبر تكبيرة الإحرام ، وأشرع في قراءة الفاتحة دائما ما أسهو ويسرح بالي خارج المسجد حتى انتهائي من الصلاة ..

فأجابت :

( صلاتك صحيحة إذا كنت قد أديت فرائض الصلاة وواجباتها ، ونصيحتنا إليك أن تدافع الشيطان عن نفسك ما استطعت ، وبكل قوة ، حتى تذهب عنك هذه الوساوس ، وتبطل كيد الشيطان .

ومما يساعدك على ذلك اللجأ إلى الله والاستعاذة به من الشيطان في أول القراءة وفي نفسك دائما ، وتدبر معاني القرآن تدبرا يرشدك إلى عظمة الله ، والتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ، وأن تتذكر أنك بين يدي الله ، وأنك تناجيه في صلاتك

وأن من الواجب عليك الأدب معه ، وحضور القلب في مناجاته ودعائه ، مع رجاء أن يدفع الله عنك الهواجس ويسلمك من كيد الشيطان ، عسى الله أن يوفقك للإقبال عليه والإعراض عن الشيطان . )

[ فتاوى اللجنة : 7/156 ]

وانظر أيضا : [ 7/36 ] .

وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى

عن امرأة كثيرة التفكير وشرود الذهن في
الصلاة ، فهل تعيد صلاتها ؟

فقال رحمه الله :

( الوساوس من الشيطان ، والواجب عليك العناية بصلاتك والإقبال عليها والطمأنينة فيها ، حتى تؤديها على بصيرة . وقد قال الله سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )

ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا لا يتم صلاته ولا يطمئن فيها أمره بالإعادة وقال له : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )

متفق عليه .

وإذا تذكرت أنك في الصلاة قائمة بين يدي الله تناجينه سبحانه ، فإن ذلك يدعو إلى خشوعك في الصلاة وإقبالك عليها وبعد الشيطان عنك وسلامتك من وساوسه .

وإذا كثر عليك الوسواس في الصلاة فانفثي عن يسارك ثلاث مرات ، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات ، فإنه يزول عنك إن شاء الله .

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بذلك لما قال له : ( يا رسول الله إن الشيطان لبس علي صلاتي )

[ انظر : صحيح مسلم 2203 ] .

وليس عليك أن تعيدي الصلاة بسبب الوسواس ؛ بل عليك أن تسجدي للسهو إذا فعلت ما يوجب ذلك ، مثل ترك التشهد الأول سهوا ، ومثل ترك التسبيح في الركوع والسجود سهوا .

وإذا شككت هل صليت ثلاثا أو أربعا في الظهر مثلا ، فاجعليها ثلاثا وكملي الصلاة ، واسجدي للسهو سجدتين قبل السلام .

وإذا شككت في المغرب هل صليت اثنتين أم ثلاثا فاجعليها اثنتين وكملي الصلاة ، ثم اسجدي للسهو سجدتين قبل السلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك ، والله ولي التوفيق . )

[ فتاوى الشيخ 11/260 ]

وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

إذا غلبت الهواجس على المصلي فما حكم صلاته ؟

وما طريق الخلاص منه ؟

فأجاب :

( الحكم في هذه الحالة أن الإنسان إذا غلب على صلاته الهواجس في أمور الدنيا ، أو في أمور الدين ، كمن كان طالب علم وصار ينشغل إذا دخل في الصلاة بالتدبر في مسائل العلم ، إذا غلب هذا على أكثر الصلاة ، فإن أكثر أهل العلم يرون أن الصلاة صحيحة ، وأنها لا تبطل بهذه الوساوس ، لكنها ناقصة جداً ، فقد ينصرف الإنسان من صلاته ، ولم يكتب له إلا نصفها ، أو ربعها ، أو عشرها أو أقل

[ كما في صحيح المسند 18400 وأبي داود 796 ]

أما ذمته فتبرأ بذلك ولو كثر ، لكن ينبغي للإنسان أن يكون حاضر القلب في صلاته ؛ لأن ذلك هو الخشوع ، والخشوع هو لب الصلاة وروحها.

ودواء ذلك أن يفعل الإنسان ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتفل عن يساره ثلاثاً ، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك أذهبه الله .

وإذا كان مأموماً في الصف ، فإن التفل لا يمكنه ، لأن الناس عن يساره، ولكن يقتصر على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك وكرره أذهب الله ذلك عنه .

والله الموفق .

[ فتاوى الشيخ 14/88 ] .









رد مع اقتباس