منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أهل الأعذار
الموضوع: أهل الأعذار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-15, 04:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ابني يبلغ من العمر 7 أسابيع ، وأنا أرضعه رضاعة طبيعية ، وأود أن أسأل : هل يجوز لي أن أقرأ القرآن الكريم وأنا أطعمه ، لأنه أحيانا يرضع كثيراً وأعجز عن اقتطاع وقت منفصل للقراءة ؟

وأيضاً : هل يجوز لى أن أجمع الصلوات ، لأن الطفل أحياناً يتطلب الكثير من الاهتمام ، ولهذا أعجز عن الصلاة فى وقتها ، ولا أستطيع تحقيق ذلك إلا مرة كل فترة ؟

وأنا أقدر للغاية نصحكم وإرشادكم . وجزاكم الله خيراً .


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

يجوز للمرضع أن تقرأ القرآن حال إرضاعها طفلها ، ولا حرج في ذلك ، وإذا قرأت من المصحف اشترط لها الوضوء ، إلا أن تمسكه بحائل كقفاز ونحوه .

ثانياً :

الواجب أداء الصلوات في مواقيتها كما أمر الله ، قال سبحانه : ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) النساء/103.

أي فرضاً مؤقتاً في أوقات معلومة.

ولا يجوز الجمع بين الصلاتين إلا لعذر يقتضي ذلك كالسفر أو المطر أو المرض .

وقد روى ابن أبي شيبة (2/346)

عن أبي موسى الأشعري وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنهما قالا : " الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر ".

وعدّ بعض أهل العلم من الأعذار المبيحة للجمع : " ( لمرضعٍٍ لمشقة كثرة النجاسة ) أي مشقة تطهيرها لكل صلاة .

قال أبو المعالي : هي كمريض " انتهى

من "كشاف القناع" (2/ 5).

أي إذا كانت النجاسة تصيبها من رضيعها ويشق عليه التطهر وتبديل أو غسل الثياب ، فيباح لها الجمع .

وأما إذا لم تصبها النجاسة ، خاصة الآن مع وجود حفاظات الأطفال التي تمنع من انتشار النجاسة ، فلا يظهر أن ذلك من الأعذار

فإن الصلاة مع وضوئها يكفيها عشر دقائق أو أكثر قليلا ، ولا يعقل أن تكون المرأة مشغولة بالرضيع لا يمكنها تركه لهذه المدة اليسيرة .

وينبغي أن تستغل وقت نومه وهدوئه لتؤدي صلاتها
على الوجه الأكمل والأتم .

والصلاة هي أعظم العبادات ، وآكد الأركان بعد الشهادتين ، والمسلم مأمور بالمحافظة عليها ، والاعتناء بشأنها ، وقدرها حق قدرها ، فإنها الصلة بينه وبين ربه ، وإذا ضيعها كان لما سواها أضيع .

فالوصية لك أختنا الكريمة أن تعتني بصلاتك ، وأن تحافظي عليها في أوقاتها ، وأن تعلمي أن ذلك من أسباب البركة والحفظ والتوفيق ، كما قال تعالى :
( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .

وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ،3

والله أعلم .









رد مع اقتباس