السؤال:
هل يمكن تأخير وقضاء الصلاة في وقت آخر
بسبب الصداع و الألم في الرأس ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
أمر الله عباده أن يقيموا الصلاة في أوقاتها التي شرعها لهم ، فقال : ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتاً )
سورة النساء/ 103 .
ووسع على عباده في أوقات الصلوات ، فجعل لها أولا وآخرا ، وما بين أول الوقت ، وهو أفضل أوقاتها
وآخره : وقت متسع لإقامتها ، فمن لم يتيسر له إقامة الصلاة في أول وقتها ، فعنده متسع إلى أن يأتي آخر الوقت ؛ ففي حديث جبريل عليه السلام بعد أن صلى بالنبي - صلى الله عليه وسلم – الفروض الخمس في أول الوقت وآخره قال له: ( يَا مُحَمَّدُ هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَالْوَقْتُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ )
رواه أبو داود (332)
وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "
صحيح وضعيف سنن أبي داود " (1/393)
وأما تأخيرها حتى يخرج وقتها فلا يجوز
إلا من عذر كنوم أو نسيان
لقوله صلى الله عليه وسلم :
( لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى
مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى )
رواه مسلم (1099) .
ثانيا :
إذا كان الإنسان مريضا ، بحيث يشق عليه إقامة الصلاة في وقتها المحدد ، سواء في أوله أو آخره ، ولا يقدر أيضا أن يصليها قائما ، أو قاعدا ، أو على جنب ، على ما ثبتت به الرخصة للمريض
فله أن يجمع بين الصلاتين :
الظهر والعصر جميعا ، والمغرب والعشاء جميعا ، إما جمع تقديم ، وإما جمع تأخير ، حسب الأرفق به ، ويصلي الفجر في وقتها ، إلى أن تذهب عنه العلة التي تمنعه من الصلاة في وقتها .
قال ابن قدامة رحمه الله:
" والمرض المبيح للجمع هو ما يلحقه به بتأدية كل صلاة في وقتها مشقة وضعف. قال الأثرم, قيل لأبي عبد الله: المريض يجمع بين الصلاتين؟ فقال: إني لأرجو له ذلك إذا ضعف, وكان لا يقدر إلا على ذلك " انتهى
من "المغني" (2/59)
والله أعلم