الإثنين 9 رجب 1439من الهجرة النّبويّة
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة
أخمّـن أنّك مررت بضغط كبير جدا قبل أن تطلبي الخلع من زوجك:
- ضغط من خلال نفسك لأنك ـ والله أعلمـ تشفقين عليه لأنه كفيف ؛ ومعلوم أنّ الإنسان إن كان عطوفا جدا فهو يتعامل مع هؤلاء الأشخاص بحذرشديد
- وضغط خارجي من طرف بعض الأشخاص الذي يعتقدون أنهم يعرفون كلّ شيء ويجبرون الآخرين على اختيارات لا يؤمنون بها.
وفيما رُوي عن بعض الحكماء:"أنّ كل من في جسمه نقص معاشرته عسرة "
وهو طبعا ليس على إطلاقه ولا يعني أني أحكم على هذا الرجل وإنما قد تكون من يعاشره ممّن لا يملكون صبرا ولا يحسنون الدعم النّفسي لمثل هؤلاء .
ثم الله سبحانه جعل الطّلاق والخلع رحمة فإن تعذّر العيش مع الزوج فلابد من ذلك وتخيلي لو لم يكن هناك خلع أوطلاق كيف للعباد أن تكون حياتهم مع من لا يطيقون أو ممن لا صبر على أخلاقهم أو على مصائبهم.
وبعد الانفصال كلٌّ يمضي في سبيله ،حالكما كحال من درسوا في صفّ واحد منهم من تزوّج ومنهم ما زال ،ومن استغنى ومنهم من افتقر ،ومنهم من سقم ومنهم من مات ..إلى آخر ذلك من تغيّرات الحياة ومنعرجاتها
ثم هل يمكن أن يكون من بين هؤلاء سعداء وتعساء، ناجحون وخاسرون ..؟ نعم لكن في نظر الأغبياء والسفهاء لا المتبصرين بحقيقة الحياة
قال تعالى : ((فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)) فالشقاء والسعادة يكونان في الآخرة أما هذه النجاحات والنّعم الدنيوية حتى وإن ترتب على وجودها سعادة فهي آنية وإن ترتب على عدمها شقاء فهو آني ّ
فتجلدي وتصبري وأحسني الظنّ بربك فهو إذ قدّر عليك ما قدّر ابتلاء أو عقابا فهو على الوجهين منحة من الرّب يبتلي من يحب ليتقرب إليه أكثر ويعاقب من أذنب لينيب إليه
فلله الحمد ما أرحمه وما أعدله
واسأليه أن يأجرك في مصيبتك ويخلف لك خيرا منها كما جاء في دعاء المصيبة
عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : سمعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فيقولُ : إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ : اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي ، وَاخْلُف لي خَيْراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف له خَيْرا مِنْهَا . قالت : فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة ، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
فمن يدري لعلّ الله يهدي زوجك ويصلح بينكما
أتمنى لك التّوفيق