ثانياً :
إذا ثبتت ذكورتك وتحققت : فإجراؤك عملية لتتحول بها إلى أنثى - فيما تظن - تغيير لخلق الله ، وسخط منك على ما اختاره الله لك
على تقدير نجاح العملية وإفضائها إلى ما تريد من الأنوثة ، وهيهات هيهات أن يتم ذلك ؛ فإن لكل من الذكورة والأنوثة أجهزتها الفطرية الخلقية التي لا يقدر على إنشائها وإكسابها خواصها إلا الله تعالى ، وليست مجرد ذكر للرجل ، وفتحة فرج للمرأة ، بل هناك للرجل جهاز متكامل متناسق ومترابط مركب من الخصيتين وغيرهما
ولكلٍّ من أجزائه وظيفة وخاصية من إحساس وإفراز خاص ونحوهما
وكذا المرأة لها رحم وتوابع تتناسق معها ، ولكلٍّ خاصية من إحساس وإفراز خاص ونحوهما ، وبين الجميع ترابط وتجاوب ، وليس تقدير شيء من ذلك وإيجاده وتدبيره وتصريفه والإبقاء عليه إلى أحد من الخلق ، بل ذلك إلى الله العليم الحكيم ، العلي القدير ، اللطيف الخبير .
وإذن : فالعملية التي تريد إجراءها : ضربٌ من العبث ، وسعي فيما لا جدوى وراءه ، بل قد يكون فيه خطر ، إن لم يفض إلى القضاء على حياتك : فلا أقل من أن يذهب بما آتاك الله دون أن يكسبك ما تريد ، ويبقى ملازما لك ما ذكرت من العُقَد النفسية التي أردت الخلاص منها بهذه العملية الفاشلة .
ثالثاً :
إن كانت ذكورتك غير محققة ، وإنما تظن ظنّاً أنك رجل ، لما تراه في بدنك من مظاهر الذكورة إلى جانب ما تجده في نفسك من أنك تحمل صفات أنثوية وتميل نحو الذكور عاطفيّاً ، وتنجذب إليهم جنسيّاً :
فتريث في أمرك ، ولا تُقدم على ما ذكرت من العملية ، واعرض نفسك على أهل الخبرة من الدكاترة الأخصائيين ، فإذا تحققوا أنك ذكر في مظهرك وأنثى في واقع أمرك
: فسلِّم نفسك إليهم ؛ ليكشفوا حقيقة أنوثتك بإجراء العملية ، وليس ذلك تحويلاً لك من ذكر إلى أنثى ، فهذا ليس إليهم ، وإنما هو إظهار لحقيقة أمرك ، وإزالة لما كان ببدنك ، وكوامن نفسك ، من لبس وغموض ، وإن لم يتبين لأهل الخبرة شيء : فلا تغامر بإجراء العملية ، وارض بقضاء الله ، واصبر على ما أصابك ؛ إرضاء لربك ؛ واتقاء لما يخشى من عواقب عملية على غير هدى وبصيرة بحقيقة حالك ، وافزع إلى الله ، واضرع إليه ليكشف ما بك ، ويحل عقدك النفسية ؛ فإنه سبحانه بيده ملكوت كل شيء ، وهو على كل شيء قدير" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبد الله بن قعود
الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 45 - 49 ) .
والله أعلم