السؤال:
هل يمكن للأحياء سماع أصوات الموتى في قبورهم ، سواء كانوا معذّبين ، أو منعّمين ؟
لأنّه سمع أنّ هذه القدرة هي المرحلة الأولى لكي يصبح الإنسان من الأولياء الصالحين .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ينتقل الميت بموته إلى عالم " البرزخ " ، وهو عالَم آخر غير الذي قضى عمره فيه ، وهذا العالَم الغيبي ليس لأحدٍ أن يثبت فيه شيئاً ، أو ينفيه ، إلا بدليل من الكتاب والسنَّة .
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة تثبت تكلم " الميت " وهو محمول على الأكتاف لدفنه ، وأيضاً وهو في قبره ، وثبت في تلك الأحاديث وغيرها أن الأحياء لا يسعمون ذلك الكلام الذي قاله الميت ، أما الموضع الأول فقد استثنى النبي صلى الله عليه وسلم " الإنس " من السماع ، وأما الموضع الثاني : فقد استثنى " الإنس والجن " .
أ. الموضع الأول :
عَن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا ، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ ) .
رواه البخاري ( 1314 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قوله في آخر الحديث ( يسمع صوتها كل شيء ) : دال على أن ذلك بلسان القال ، لا بلسان الحال .
" فتح الباري " ( 3 / 185 ) .
وقال العيني – رحمه الله - :
واستدل بالحديث المذكور على أن كلام الميت يسمعه كل حيوان غير الإنسان .
" عمدة القاري " ( 8 / 114 ) .
وينظر : " شرح رياض الصالحين " ، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( 4 / 549 ، 550 ) .