منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل يوجد في هذا العالم من يرفض أهله تزويجه بمن اختار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-22, 22:53   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الخميس: جمادى الآخرة 1439من الهجرة النّبويّة
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أحببت أوّلا أن أذكّرك بدعاء الهمّ والغمّ قال النبيّ ـــ صلّى الله عليه وسلّم ــ قال :
((ما أصاب عبدا همّ و لا حزن فقال :
اللّهم إنـّي عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك، عدل في قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همّي ...إلّا أذهب الله همّه و حزنه و أبدله مكانه فرجا))

فتأملي هذا الدّعاء بقلب المؤمن الذي يحسن الظّنّ بربه وستعلمين إلى أيّ حدّ بلغ إيمانك بقضاء الله وقدره !
اعذريني فقد لمست في رسالتك سخطا وجزعا اختفى خلف ألم خيبة الأمل وضياع الأحلام
مــــرّة : حين قدّر أن يكون السّبب في عدم تمام زواجك رفض والد خاطبك
لست أنت وحدك من مرّت بهذا ولا أنت أوّل من حدث لها ولن تكوني الأخيرة
بل وهناك من ابتليت بأشد من هذا، حتى أنّ من النّساء من سامها أهل زوجها كلّ أنواع العذاب لفظا وضربا وجورا ثم طُلّقت ولوحقت بعد طلاقها ..فاللّهمّ عافنا!
قال سبحانه وتعالى : (( وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ )) جاء في تفسير السعديّ : ( ويدخل في هذا حكمه الشرعي والقدري والجزائي فهذه الأحكام التي يحكم الله فيها، توجد في غاية الحكمة والإتقان، لا خلل فيها ولا نقص، بل هي مبنية على القسط والعدل والحمد، فلا يتعقبها أحد ولا سبيل إلى القدح فيها، بخلاف حكم غيره فإنه قد يوافق الصواب وقد لا يوافقه) انتهى الشاهد من كلامه
وتلك الجملة فيها ما فيها من التعقيب على حكم الله الذي يبدو وكأنه شرّ لك مع أنّه فيه كلّ الخير ولكنك لا تعلمين ، فلعل هذا الرّجل لا يناسبك ، ولعلّك لن تتوافقي مع أهله ..فلا أحد يعلم عاقبة الأمور إلا الله سبحانه .

ومــــرّة حين قلت (في حياتي كلّها لم أحصل على شيء بالسهل)
هل تعتقدين أن هناك من حياته سهلة ؟ لا يوجد مثل هذا الكائن أبدا فإن كان سهلا أنه رُزق مالا وولدا فهناك أمور أخرى لم تكن سهلة عليه أبدا ، كل ما ينقصنا ويملكه الآخرون يبدو وكأنهم حصلوا عليه بسهولة ، وما نملكه نحن وينقص الآخرين يبدو وكأننا حصلنا عليه بسهولة ، وما من إنسان على وجه المعمورة إلا وهو مبتلى في حياته ، لأن الله جعلها ، هكذا بل ومن فضله وكرمه أن جعل الابتلاء بقدر دين المرء وإيمانه .


وأخيــــــرا : لا تحملي في قبلك شيئا ضد والد هذا الرجل فهو (أب) والآباء يتمنّون لأبنائهم الأفضل والأحسن والأسهل ..فعلّه فكّر بما سيتحمله ابنه من مشقة الانتقال إلى ولاية أخرى قصد الزيارة وكذا صعوبة التفاهم و السؤال واختلاف العوائد ..إلى غير ذلك من الأسباب

وأعيدي التفكير فيما يخص كون الرّجل الذي يطلب من المرأة القرار في البيت والتخلي عن عملها أنه غير مناسب ليكون أبا لأولادك ! فإن كان هذا نابعا عن غيرته وحمايته لعرضه فأنعم به من رجل فقد فاتك الخير آنذاك ولعلك تدركينه بعد هذا بإذن الله سبحانه.


أسأل الله أن يشرح صدرك ويرفع عنك الهمّ والحزن وييسّر لك الخير في دينك ونياك

أتمنّى لك التّوفيق









آخر تعديل بنت الرّحّل 2018-02-22 في 22:56.