منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - آداب التقبيل والمعانقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-17, 07:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

كيف نوفق بين روايتين عن النبي صلي الله عليه وسلم :

من ناحية كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يقف الصحابة له

ومن ناحية أخرى كان يتركهم يقبلون يده وقدمه .

وكما عرفت من السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُحل مثل ذلك أم أنني مخطئ ؟

ولأنني أعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرتكب يوماً خطأ

وكان يقطع كل طرق الشرك

ولكننا اليوم نرى الصوفية يقبِّلون يد وقدم شيوخهم

فكيف نقيم الحجة عليهم من الحديث
على مثل هذا ؟

وهل ما يفعله الصوفية صحيح أم خطأ ؟

أم أنه لا خطأ في ذلك لأنني قرأت هنا على هذا الموقع أن هذا قد تم في عدد من المناسبات

فهل من خطأ في هذا ؟ .

أرجو أن تشرحوا الأمر .


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

يزول الإشكال عند الأخ السائل إذا علم الفرق بين ما كان عادة متكررة ، وما كان أحياناً لسبب .

فرؤية الصحابة لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم كانت متكررة في كل يوم

ولم يكونوا يقومون له عند رؤيته لما كانوا يعلمونه من كراهيته لذلك .

عن أَنَسٍ قَالَ : لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ .

رواه الترمذي ( 2754 ) وصححه ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وكان أصحابه رضي الله عنهم يصافحونه في كثير من المناسبات واللقاءات

ولم يكونوا يقبلون يده صلى الله عليه
وسلم ولا رجله

وهذا هو هدي أصحابه الذين يرونه ويلتقون
به عادة وغالباً

ولا يتعارض هذا مع تقبيل بعض الصحابة يده

أو رجله

مع ترددنا في إثبات تقبيل صحابي لرِجله الشريفة - لسبب اقتضى ذلك

كأن يكونوا حديثي إسلام ، أو قدموا من ديارهم ورأوه لأول مرة ، وغير ذلك من الأسباب التي تدفع لتقبيل يده ورجله الشريفتين .

وأما سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك منهم فلأن ما فعلوه ليس حراماً

والذي يظهر لنا أنه كان من باب تأليف قلوبهم

وكانوا هم المبادرين بتقبيل يده الشريفة

لا أنه يمدها لهم

وكراهيته صلى الله عليه وسلم لقيام أصحابه له عند رؤيته ليس فيه استثناء

وهو فعل الأعاجم والأباطرة ، بخلاف تقبيل اليد فإنه علامة تقدير ومحبة

ولذا لم يختلف أهل العلم في جواز تقبيل الأولاد أيدي والديهم

ووضعوا شروطاً لتقبيل يد غيرهما

وهو يدل على أن هناك فروقا بين القيام
عند الرؤية ، وبين تقبيل اليد .

ومما يدل على ما ذكرناه من التفريق :

أ. عن أُمّ أَبَانَ بِنْتِ الْوَازِعِ بْنِ زَارِعٍ عَنْ جَدِّهَا زَارِعٍ - وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ - قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَرِجْلَهُ .

رواه أبو داود ( 5227 ) ، وجوَّد الحافظ ابن حجر إسناده في " فتح الباري " ( 11 / 57 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " وقال : " حسنٌ ، دون ذِكر الرِّجْلين " .

والحديث بوَّب عليه أبو داود بقوله : " بَاب فِي قُبْلَةِ الرِّجْلِ " .

ب. وعن هود بن عبد الله بن سعد قال : سمعت مزيدة العبدي يقول : وفدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فنزلتُ إليه فقبلتُ يده .

رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 587 ) ، وجوَّد الحافظ ابن حجر إسناده في " فتح الباري " ( 11 / 57 ) وضعفه الألباني في " ضعيف الأدب المفرد " .

فهؤلاء ليسوا ممن يرى النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم ، بل هم قدموا من سفر ، ولم يتكرر منهم هذا الفعل بعدها كلما رأوه صلى الله عليه وسلم ؛

بل إن الظاهر أن الأمر لم يكن لمجرد التقدير والاحترام ، بل كان الغالب على هؤلاء الوافدين الشوق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي أحبوه ، بل آمنوا به واتبعوه ، ولم يروه .

وهذا أقوى ما جاء في السنَّة من تقبيل الصحابة رضي الله عنهم ليد النبي صلى الله عليه ورجله












رد مع اقتباس