2018-02-11, 23:46
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
هل أقتل الصرصور؟
_السَّلامُ عليكمُ_

"....كنت في المستشفي قبل أقل من شهر-كمُعتنٍ بمريض- بلغَ الليلُ من الظلمة منتهاه، استرخى الضّجيج و سكنت الحركة و عم الهدوء الذي أزعجني طيلة الوقت، احتجت أن أغسل ملعقةً فحملتها بيُمناي و ذهبتُ ألوّح بها ضمن حركة يدي خلال المشي ، دخلت بهوَ دورة المياه اشعلتُ الضوء و بعدها تفاجأت بكمية الصراصير الهائلة التي تنشط هناك ..الكل يتحرّك بطريقة عشوائية بنفس السرعة في كل الإتجاهات مما يجعل عينيك تركّز وسط الصورة التي تبدو لك لتلاحظ كل تفاصيل الصّورة و لا تضيّع شيئًا منها، بعد أن وعيتُ ما يجري، و بين كل هذا رأيت صرصورًا صغيرًا يسير بجانبي حيث أن مساره و مساري متعامدان ، فعلى أحدنا أن يقف وفق قانون سير الأشخاص لدى البشر ، وبالفعل وقفتُ أنا و حينها وقعت في حيرة ... هل أقتل الصرصور؟ لاَ ... لِم اتركه أنتَ يكمل دورة حياته عادي ما شأنك به، ثم أعود فأقول : الصراصير ضارة و قد تنقل أمراضا عديدة اقتلْه و استرِحْ من أمره ، فكل شيئ مسخّر للإنسان بعد كلّ شيئ، ..لا بل اتركْه ما شأنك به لن يأتي إليك للغرفة و يزعجك بتسليمه عليك في آخر المطاف ... هل آخذ سيّئة على قتله أم حسنة ؟ حسنة ؟ واضح لن تأخذ حسنة..، لكن هل أُأثمُ على ذلك ؟ أقتله يا هذا، هذا لا يستحق كل هذا التفكير.. فلو كان في بيتك لما ترددت لثانية في مطاردته حتى نهاية العالم و سحقه...،لتأتي فكرة أخرى: لا تقتله، فأنت لست في البيتِ ! وصرصورُ البيت يقتل أما هذا فهذه بيئته التي خلقهُ الله ليعيش فيها ، ثم يأتي دور الصوت الآخر فبالتأكيد لن يضيّع دوره في الحديث: ... هو صرصور صغير لم يمر الكثير على قدومه للحياة ... أتركه بدل أن تقتله..
علمت يقينا أنني بإتخاذ أي قرار من جانبٍ ، ستأتي الأفكار المعاكسة من الجانب الآخر لتؤنب ضميري، بل و قد تؤرّقني تلك الليلة فأُمضي الليل في التفكير أيهم أصوب... انتظرت حتى مرّ الصرصور و بدأ يتوارى في وجهته التي كان مولّيها و أجبتُ في الأخير: كُفا، لقد اختفى الصرصور و لا يمكنني القيام بأي شيئ في هذا الشأن الآن. غسلتُ الملعقة جيّدًا و عدتُ للغرفة ملوّحًا بالملعقة بنفس الطريقة و بنفس اليد...."
|
|
|