إنّه لمن الصّعب أن يحصل الأطفال على المخدِّرات أو المشروبات الكحوليّة ، لأنّها لا تُباع للأحداث و القُصّر وليست في متناولهم على الأغلب ، غير أنّ هناك ما لا يقِلُّ عنهما خطورة و له تأثيرٌ يضاهي تأثيرهما ، ومن السّهل استخدامه حيثُ لا يُكلِّف آباءهم كثيرا .
حسب تقرير رسمي للإتّحاد الدّولي للإتّصالات ، يستخدمُ الإنترنت أكثر من ثلاث ملايير مستخدم و هم في تزايد مستمر ، ممّا يعني أنّ كل أسرة قد تواجه مشكلة إدمان أفرادها و بالخصوص الأطفال منهم على هذه الشّبكة المفتوحة نوافذها على العالم .
يمضي كثيرون أوقاتا طويلة أمام شاشات الحواسيب و الهواتف اللّوحيّة قياما و قعودا و على جنوبهم ، لدرجة انغلاقهم التام و عزلتهم عن محيطهم الدّاخلي و الخارجي ، لتسرح و تسبَح بهم عقولهم في عالم يخطفها و يأسرها دون إحساس أو شعور .
يوجد العديد ممّن تركوا المدارس لرسوبهم عدّة مرّات أو لطردهم بسبب سلوكهم غير النّظامي و اللّا أخلاقي ، كما يوجد من لهم علاقات سيّئة بالنّاس و مشاكلهم الحياتيّة عديدة ، كالمشاكل النّفسيّة التي منها الإنطواء و العزلة و حب الوِحدة ، أو قلّة الأكل و النّوم الأمر الذي يؤدّي إلى ضعف و إرهاق مختلف الحواس و الأعضاء الحيويّة للجسم ، و أكاد أجزم بأنّ هناك ربّما من لم ير الشّمس منذ مدّة .
بعض الدّول كالصّين مثلا إعترفت بأنّ الإنترنت هو إدمان و مرض سريري ، و اعترفت بأنّها تواجه مشكلة خطيرة لابد من التخلص منها ، فعمَدَت إلى افتتاح مراكز متخصّصة لإعادة تأهيل الأطفال و الشّباب و إعادتهم إلى حُضن المجتمع .
قد يبدو ذلك ضربا من المستحيل ، إلّا أنّ مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة .