السّلام عليكم ورحمة ُ الله وبركاتُه
أكارم هذا الصّرح،
لن أحدّثكم عن تهاني عيد النّصارى، وعدم جواز العمل بها
بيننا نحن المسلمين، لعلمنا ببُطلانِها ومخالفتِها لأعيادِنا الدّينيّة ..
لكنّي بهذا المقام أُحدّثكم ونفْسي تذكيرا بضرورة المسارعة بالتّوبة إلى الله
قبْل أن ينفذ آخر نفَسٍ يربِطُنا بهذه الحياةِ الدّنيا..
وأتساءلُ إخوتي في الله: أشعرتُم بمُضيِّ هذه السّنة؟
بل بسرعةِ انقضائِها وكم سنةً انقضتْ قبلها؟
أأيقنتُم أنّ الزّمنَ في تسارُعٍ حتّى أصبحْنا لا نتذكّر من الأسبوعِ
إلاّ يومينِ،
ومن الشّهْرِ إلاّ أسبوعاً.. ومن السّنةِ إلاّ شهْرا دون مبالغةٍ
(هو شهْرُ الصّيام)
لطفكَ ربّنا..عفوُكَ رجــاؤُنا
لطفكَ ربّنا..رحمتُكَ منجاتنا
أيّها الإخوة الأفاضل،
اجعلوها وقفةً مع النّفسِ خالِصةً لمالِكِها
اجعلوها استفاقةً تكسِرُ ضياعَ صاحبِها
فنحنُ أصحاب النّفوسِ الضّعيفةِ، والله مالِكُنا والمحيطُ بسرائِرِنا
فهلاّ اعتزمْنا انطلاقةً نقيّةً يلحفُها صفاءُ ضمائِرنا؟
هلّا ارتديْنا أثواباً تظهِرُ حقيقةَ دواخِلِنا؟
فليس أسوء للشّخصِ منّا من أن يُبطنَ مكْرا.. ويُظهِرَ خيْرا
وليْسَ أسوء للشّخصِ منّا من أن يقذف حُرّا، أو يشتم جهْرا،
أو يقْهَرَ فقيراً، أو يهْتِك سِرّا ..
لِنأخُذها إذن كمقاييس لحقيقتِنا..بيننا وبين أنفُسِنا، مشهدين الله علينا
ولنقِس أعمالنا ولْنزِنْها ..ونستدْرِج ضميرَنا ونواجههُ بما
وقفْنا عليهِ من حقيقةٍ تخصّنا
ولعلّ الله يجعلُها استفاقة لنا من ذنوبٍ قبيحةٍ، قد نستصْغِرُ
حجْمَ خطورتِها علينا، وأذاها لغيْرِنا
فاستغفروا الله يغْفِر لكم وادعوهُ يستجِب لدعائكُم ويستُر عيوبَكم
نسأله تعالى لنا ولكم العفْوَ والعافية والنّجاةَ من كلِّ مكْرٍ وبليّة.
.................................................. .لكُمُ التّقدير.