السّلام عليكم
أختي الكريمة :
أعتقد أنّه من الخطأ إجراء المقارنة في كيفية تربية الذكر و الأنثى ، و هذا ما يغفل عنه الكثيرين ، و هنا يجب أن نفهم أنّ مسألة التربية و كيفيتها بين الجنسين لا علاقة لها بمسألة العدل بين الأولاد ...
الأنثي خُلقت لمهام خاصة في هذه الحياة ، و الذكر كذلك ..، و لعلّهما يتقاطعان في بعض الأمور ، و لكن بصفة عامة لكل منهما مهام خاصة ....، و مثال على ذلك أنّ الأنثى مهامها الحمل و الرضاعة و تربية الأطفال ، أمّا الرّجل مهامه العمل و توفير قوت زوجته و أولاده و التربية كذلك ، من هذا المنطلق نجد أن الأبوين مضطّرين بأخذ هذه الخصائص بعين الإعتبار في تربية أولادهم ، و لعلّ الملاحظ قد يجد أنّ الأب أكثر شدّة و صرامة في التعامل مع أولاده الذكور ، بينما الأم تجدها أكثر صرامة و قسوة مع الأنثى ، و حينما نعكس الأمور قد تتضح لنا الرؤية ، الأب تجده يتعامل برفق مع بناته ، و الأم تجدها تتعامل برفق مع أولادها الذكور ، إذاًا المسألة هنا ليست مسألة تفضيل أحد الجنسين على الآخر ، و لكن هي مسألة نبيلة ينتهجها الوالدين في التربية حتى يعطي لكل جنس من أولادهما خاصيته الصّحيحة و تجهيز كلاهما لمهامهما الأصلية في الحياة .
> لنأخذ تصرّف الأب كعيّنة :
لماذا يلجأ الأب للتعامل مع البنات بهذه الطّريقة ؟ ، الجواب قد يكون واضح للكثير منكم ، ألا و هو إكساب هذه البنت الرّغبة في الجنس الآخر و هو الذكر ، و مع مداومة الأب على ذلك التعامل مع بناته ، سيكسبهنّ خبرة فيما يخص التعامل مع أزواجهنّ مستقبلاً ...
و لماذا يتعامل الأب بهذه الشدّة و الصرامة مع أولاده الذكور ؟ ، نفس الشيء ، هذا التصرف مع الذكور يُكسبهم تجربة و خبرة حتى يشتد عود هذا الولد ، و يصبح أكثر صلابة و صرامة و صبرًا على تحمّل المسؤوليات في مواجهة متاعب الحياة ....
إلى هنا يا اختي الكريمة أرجو أن الرؤية إتضحت بالنسبة إليك ، فلا داعي لهذه المقارنة ، و لا يوجد أحد يريد لكي الخير مثل أمك ، إذًا يا أختاه إخفضي جناح الذل من الرّحمة لأمك
بالتوفيق