بارك الله فيك اخي سالم خطــاب على الموضوع الذي أري فيه فائدة كبيرة لأولادنا لكي يعرفوا مدى خطورة هذا العالم الافتراضي الخطير ، فهو سلاح ذو حدين ، إن احسنوا استعماله تعلموا و نجحوا و إن أساءوا استعماله فقدّ زلّوا و فشلوا أو ماتوا و انتحروا .
فهذا العالم الافتراضي فيه فسق و خراب و شرّ عظيم و فيه كلّ الخير و النجاح و لكن يحدث هذا على المسار الصحيح إن كان هناك رقيب و يحيد عن مساره إن انعدم الرقيب و تُرك الطفل او المراهق عرضة لعشرات الالاف من العقول و العيون المختلفة تحدّق فيه و تجرفه إلى ما تشاء و الكل حسب هواه .
و في اعتقادي ان المشكلة لا تكمن في الجنّ أو الشعوذة كمّا يدّعون ، بل إن المصاب بهذا الدّاء يُخيّل اليه ما يدور في رأسه و يتصوره على حسب ما قام به العالم النفسي الذي سطّر تلك المراحل لكي يمرّ عليها بإنتظام و التي تعتبر شروط قاسية يجب احترامها و إلا يعتبر اللاعب خارج اللعبة لإخلاله بأحد شروطها .
و من جهة اخرى فإن اللعبة مهيأة للتجسس من خلال الاستحواذ على ارقام الهاتف أو الصور او أي شيء سواء في الجهاز أو الهاتف و بالتالي فإن الضحية يلقى تهديدات عبر التواصل سواء عن طريق الهاتف او محطات التواصل الاجتماعي و لهذا اختار صنّاع هذه اللعبة ، اناس من طبقة معينة و هم الاطفال و المراهقين و ليس كل المراهقين ، بل هؤلاء الذين يحتاجون الى حنان الوالدين و ترى اوليائهم منهمكين في العمل متناسين ان لهم أولاد يحتاجون حنان و رعاية و بالتالي يسهل الاستحواذ عليهم بسهولة على عكس مراهقين او شباب آخرين لا ينصاعون الى أوامرهم السهلة التي تبدأ في الصعوبة يوماً بعد يوم .
و يبقى من وراء كل هذه المهزلة هو عدم مراقبة الاولياء لأولادهم مع توفير تكنولوجيا في البيت ترى الاولاد يحسنون استعمالها و الاولياء (الاب و الام) لا يحسنون استعمالها ، فترى أب يوفر أنترنت لأولاده و هو لا يعرف كيف يجعل برنامج مراقبة لعدم دخول مواقع خبيثة أو مواقع مخلّة بالحياء التي تنزع عن الطفل او المراهق الحياء و مخافة الله ، ترى الوالد يرى أبنه مستيقظ لأوقات متأخرة من الليل يلعب في لعبة ما و لا هو ساكت عنه و ترى الوالد ينهض لصلاة الفجر تاركا ابنه من وراءه يغط في نوم عميق أو بالأحرى خارج البيت يلعب لعبة الحوت الازرق ووالداه لا يباليان أين هو ولدهم التائه في مغارة الموت
إنهم الاولياء الذين لا يحسنون تربية اولادهم و الذين تزوجوا و هم لا يعرفون معنى المسؤولية .
لهم أقول إن اولاكم الذين ماتوا في غفلة عنكم سيسألونكم امام الجبّار يوما و يقولون لكم لماذا اهملتمونا و لم تراعوا جهلنا لهذه الدنيا التي ولدنا فيها فوجدنا انفسنا محاطين بتكنولوجيا لا تحسنون استعمالها و بالرغم من ذلك وفرتموها لنا و نحن بداعي التطلع و محاولة الفهم و العلم و البحث تهنا و غصنا فيها كالذي سقط في بحر لا يعرف السباحة
أهوال تنتظركم أيها الاولياء الذين ماتوا اولادكم بسببكم ، فماذا عساكم ستردّون .
للتذكير فقط بخصوص حالة تحريك اليدّ من تلقاء نفسها ، فهي مرض عصبي و قد سبق و شخّصه الاطباء و لا علاقة له بالجنّ!
نسأل الله العافية