و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
على ما يبدو الأخ صاحب الطرح غاب عنه جانب العدل المقصود هنا في المعاملات الأسرية بشكل عام
و في التعدد بشكل خاص مادام هو صلب فكرتك و قرنته بجوانب اخرى وان كانت تصب في مجرى واحد
هناك العدل المادي و هو المقصود
الرسول صلى الله عليه وسلم كان حين يقسم بين زوجاته زوجاته فيعدل
ثم يقول
'' اللهم هذا فعلي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك''
فالأمر واضح هو الميل العاطفي لبعض نسائه دون الأخريات
وقد جاء ذلك تأكيدا في قوله تعالى
''وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا''
فالعدل المقصود هنا هو العدل العاطفي المعنوي ورغم ذلك نهانا الله سبحانه عن اظهار ذلك الميل حد المبالغة فيه بقوله ''فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ''
أما العدل المادي فهو مفروغ منه و لا نقاش فيه
فإن أعطى هاته دينارا أعطى تلك مثله
ونعود الآن الى رفض النساء للتعدد
ذلك لا يعني بالضرورة تحريما للحلال (لأن التعدد اصلا ليس فرضا )
رفض المرأة للتعدد طبيعي لأن المرأة جبِّل قلبها على الغيرة
ولك في بعض الوقائع مما ذكر عن زوجات الرسول عليه صلوات ربي و سلامه
وحديث ''غارت أمكم '' يقصد غيرة عائشة
مسألة غيرة المرأة يا أخ أمر فطري و رفض التعدد ليس معناه انكار لما أحلّه الله
لن ترضى أي امراة بأن تشاركها أخرى بزوجها لو خُيِّرت في ذلك وكما أسلفت ليس هذا انكارا وكفرا بما أحله الله
و على أي حال ماذا أقول لصاحب الموضوع ولكل من يطلب التعدد
ان استطعت ان تكون لك القوامة المطلقة و قيّما على أسرتين في ظل هذا الغلاء
فلا أظن رفض زوجة سيعيقك عن التعدد