السلام عليكم

دخلت القسم بيدها أوراق نتائج الإختبار
وما إن كادت تجلس حتى رمقتني بنظرة تذيب الصخر فما بالك بفتاة عادية...
فقلت لها بيني وبين نفسي :
هيا هيا أزرع ينبت
أنا مستعدة لأقسى الإحتمالات وبالذات في الرياضيات
ثم لا عليك فبعدك مباشرة مادة الإجتماعيات وستقوم بتضميد الجراح ورفع المعنويات
فقالت لي :
فلانة ستأكلين كعكا اليوم
فابتسمت كرد مني على جميل كرمها
فقالت :
عجبا عجبا
النجباء منزعجون والفاشلون يضحكون!
فقلت :
عجبا عجبا
تلاميذ بأقدارهم راضون وأساتذة ساخطون
- كل هذا في نفسي وهل اجرؤ على غير ذلك -
ثم وزعت الأوراق قائلة:
صححت الأوراق على عجالة وربما أكون قد أخطأت في التنقيط راقبو اوراقكم جيدا وان وجدتم خطأ اعلموني - طبعا هنا الكلام موجه لأصحاب الكعك -
هنا بدأ الكل يفتش عن الثغرات التي يمكن من خلالها كسب نقطة أو نقطتين
أما أنا فلم أجد حقا ما أبني عليه أمالا
فهذا الميدان كل ما فيه صعب على حميدان
وما هي إلا لحظات حتى أعدت إليها الورقة قائلة :
أستاذة كل شيئ صحيح
فنظرت إلي مستغربة ماذا!!!
هذه نقطتي حاشاك لم تخطئي
فبدأت شرارة الغضب تتطاير من عينيها
وأمسكت الورقة وبنظرة خاطفة قالت لي :
يا هذه كيف لم تنتبهي أني لم انقط لك على هذه؟
فتهت أنا بين هذه وهذه
هل يعقل؟
كيف لم أنتبه!
وعندما رأتني أوشك على مجادلتها طلبت مني الانصراف إلى مكاني
قائلة :
ما شاء الله الصدق يخرج لك من العينين
أنا نحفرلو في قبر مو وهو هارب بالفاس
لك واحد من عشرون
فقلت بنفسي :
دائما ما كنت تستخسرين في إبتسامة أو كلمة طيبة فكيف لك أن لا تستخسري كعكا
نتيجتي كيفما كانت أخذها بعرق جبيني ولو كنت حقا تهتمين لمساعدتي ماكان هنالك داع لهذه المسرحية المفضوحة لست مجبرة أن تحبيني ولكن من حقي عليك أن لا تهينيني.
العبرة من القصة :
أيها الأساتذة لا تنظروا للتلاميذ ضعيفي المستوى على أنهم مجرد أرقام تحت العشرة
كونو حريصين على الفصل بين ضعف النتيجة والكيان الإنساني للتلميذ في الأخير من ينجح لنفسه ومن يفشل كذلك فاجعلو ذكراكم طيبة في نفوس الآخرين..
هذا كما يقال مجرد فيض من غيض
من يومياتي
أسوء الذكريات مع كابوس الرياضيات.
تحياتي للجميع