السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم و كرّمه و فضّله على كثير ممّن خلق تفضيلا ، و جعل منه نسبا و صهرا و سخّر له ما في البرّ و البحر ، و شرع من الدّين ما يحفظ النّفس و المال و الشّرف و العرض .
لكل منّا اسما و لقبا أكرمنا بهما والدينا لنُعرف و نُميّز بهما عن غيرنا ، فهما الختم و البصمة و الإمضاء ، غير أنّه أضحى في مجتمعنا من يستصغر ألقاب النّاس و يستهين بها برضاً أو بغير رضاً منهم ، بل و يملكون صلاحيّة وكيل الجمهورية و رئيس المحكمة و ضابط الحالة المدنيّة في تغيير الألقاب ، فما إن يتمنّون إلاّ و تجد الشّيطان ألقى في أمنيتهم .
نتحدّث عن ظاهرة فشت بين المراهقين و الشّباب من كلا الجنسين و أضحت موضة بينهم ، بل تعدّت ذلك لمن يفترض أنّ عقولهم بلغت مرحلة النّضج و الكمال ؛ إنّها ظاهرة تغيير الأسماء بأسماء أخرى في نسخة مصغّرة عنها أو بغيرها من الأسماء التي تخرج عليهم حسب قولهم و وصفهم ، متأثّرين بكل شاردة و واردة من مستقبلات حسيّة و معنوية سلكية و لا سلكية .
موح ، ديدو ، ميسو ، ميدو ، كادي ، كاداغ ، رحيمو ، شيكا ، كاريكا ، شميسو ، سوسو ، زوزا ، فاتي ، جوجو ، دوجا ، ويزا ، كشرودة ، مينوشة ؛ هي عيّنة من أسماء لا حصر لها اختارها البعض أو اختيرت لهم أسماءً عوضاً عن أسماءهم ، و فضّلوا أن ينادوا بها كنوع من الدّلع طوعا أو كرها للفت الإنتباه و الشّعور بالتّباهي و الفخر كونهم أبناء جيل متحضّر يواكب التطوّر الذي يشهده العصر.
غير أنّه و مهما تكن المسمّيات و التّسميات ، فإنّ الظنّ لا يغني من الحق شيئا ، فرضاهم بتلك الأسماء على حساب أسمائهم القويمة ، لا يسقط عنها التّهمة و لا يبطل الحكم كونها تنابزا بالألقاب ، نحن فعلا في عصر تغيّرت فيه المفاهيم إنّه عصر البوكيمونات .