أهل الشلف
كانت مواطن مغراوة شمال وانشريس وواد شلف إلى البحر. ومواطن توجين جنوبهم فيما بين سعيدة والمدية. وكان لسويد اختصاص ببني عبد الواد قبل الدولة. وكانت لهم لذلك العهد أتاوات على بلد سيرات والبطحاء وهوّارة. ولما ملك بنو عبد الواد تلمسان ونزلوا في ساحتها وضواحيها، كان بنو سويد هؤلاء أخص بحلفهم وولايتهم من سائر زغبة. وكانت مغراوة وتوجين على الدعوة المؤمنية حتى وطئ أرضهما أبو زكريا الحفصي سنة 1234م فبايعوه، وخالفوا على بني عبد الواد، فأوجدوا السبيل عليهم ليغمراسن بن زيان وخلفائه من بعده، فنهضوا إليهم في حلفائهم من بني زغبة، وأجلبوا عليهم ببني سويد وبني عامر حتى شتتوا شملهم، فلحق الكثير من مغراوة بالأندلس وببني مرين وبني حفص، ولجأت توجين إلى سيف البحر، وتملكت زغبة سائر البلاد بالأقطاع من سلاطين بني زيان، وحصل كل منهم في التلول على ما يلي موطنه من بلاد القفر. فاستولى بنو يزيد على بلاد حمزة وبني حسن، واستولى بنو حصين على ضواحي المدية أقطاعاً، والعطاف على نواحي مليانة، والديالم على وزينة، وسويد على بلاد بني توجين كلها ما عدا جبل ونشريس لتوعره بقيت فيه لمة منهم، وبنو عامر على تاسالة وملاتة إلى هيدور إلى كيدزة الجبل المشرف على وهران. وتماسك السلطان بالأمصار وأقطع منها كَلْمِيتو لأبي بكر بن عريف، ومازونة لمحمد بن عريف، ونزلوا لهم عن سائر الضواحي فاستولوا عليها كافة. وأوشك بهم أن يستولوا على الأمصار.
أسس المحال في القرن 15م مملكة امتدت من مليانة شرقا إلى تلمسان غربا، وكان آخر ملوكها حميدة العبد الذي أزاحه بربروس عن تنس مقر مملكته. رفض المحال الخضوع للأتراك، وحاربوهم ما يزيد على القرنين، وقال أحد شعرائهم في سبب تلك الثورة:
قالوا التُّرك ندو شلف لا وهمة ** قلنا لهم جدودنا في الواد
ما نتركوش شلف حتَّى تطيب الصمَّة ** وما نهدوش العقبة على الأولاد
كانت الحرب في سنواتها الأولى سجالا بين سويد والأتراك، وأغلب معاركها كانت في موطنهم الأصلي شلف، وخلّد شاعرهم ابن السويكت الكثير منها كقوله:
الترك جاروا والسويد اعقابهم طافحين ** والترك شاربين لهبال في سطلة
احنا أهل الشنا واحنا اللي طايعين ** أحنا أهل الطبل والعلام والصولة
ربعين باي قبلك قعدت أمرشقين ** ربعة والعشرين شاو مقتلة
بقيت البقية من سويد في شلف، وفضل أغلبهم الجلاء على الخضوع والاستسلام. وفي سنة 1752م، عادوا إلى مواطنهم أكثر عددا وأشد قوة، فعرض الباي مصطفى قائد الذهب على مشائخهم التولية والأقطاعات إن هم حالفوه ضد غريمه الباي عصمان، فقبلوا العرض، وأقحموا في تلك الفتنة
وأغلب سكان ولاية شلف من قبائل سويد وأحلافهم:
ـ قبيلة أولاد قصير، نسبة إلى حمو القُصير من المحال، الذي استقر في القرن 15م بوادي شلف، والتفت حوله لفائف من العرب من سويد كالمحال ومجاهر وأولاد شريف بتيارت، والدكاكشة...وغيرهم. وفيهم أيضا من حميس وصبيح والكرايش...وغيرهم. ويتوزعون على بلديات: شلف، أم الذروع، وادي سلي، وادي الفضة.
ـ قبيلة صبيح بن علاج بن مالك بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامِر. ويتوزعون على دائرتي بوقادير وعين مران، وباسمهم مدينتي الهرنفة والصبحة. ولهم تواجد في ولاية عين الدفلى وغيرها.
ـ قبيلة أولاد فارس: من العمور الملحقين بالأثبج، وباسمهم دائرة أولاد فارس، ويتوزعون على بلدياتها.
ـ قبيلة حميس: وهم حميس بن عروة بن زغبة، ومواطنهم بين شلف وتنس، ويتوزعون على بلديتي بوزغاية وبنايرية وفي أجزاء من البلديات مجاورة، وكانوا قبلها بمواطن صبيح القبلية.
ـ قبيلة العطاف: من ولد عطاف بن رومي بن حارث، من بني مالك بن زغبة. وأغلبهم بولاية عين الدفلى، والذين بولاية شلف يتوزعون على بلديات دائرة وادي الفضة. ومن ناجعة العطاف براز من الأثبج، وأغلبهم بولاية عين الدفلى، ولهم أيضا تواجد بالشمال الشرقي لولاية شلف.
ـ مجاجة: وسكانها لفائف من العرب والبربر المستعربين.