السلام عليكم ...
01- أنت ذكرت : العربية الفصحى ...العامية أ والدارجة ... الفرنسية .....ولم تذكرالأمازيغية أنسيتها أم تناسيتها ؟! وحتى أجنبك الأحكام المسبقة أطمئنك أنني عربي ولست أمازيغيا ...إنما ذكرت هذه الملاحظة بهدف منح صدقية وموضوعية أكبر للقضية المطروحة للنقاش .
02- اسمح لي بهذا التساؤل الذي قد يراه البعض غريبا و ربما سخيفا حتى : لنتخيل لو قدر الله فسخطنا نحن الجزائريين فأصابنا البكم عقابا لنا على جهلنا وجحودنا بنعمة اللسان وتوظيفها في غير مقاصدها وأهدافها ....فماذا سيحدث حينها ؟؟؟ ربما يرى البعض ذلك نقمة ...ولكن أنا أراها رب ضارة نافعة في ظل الوضع الحضاري المتردي الذي نعيشه .. اعتقد أنها ستكون نعمة عظيمة من شأنها أن تغير من وضعنا نحو الأفضل ..لأن ذلك سيكون كفيلا بأن يجعلنا نتجاوز خلافاتنا اللغوية و نضطر للتعامل بلغة واحدة توحّدنا ألا وهي لغة الإشارات الأمر الذي من شأنه أن يمنحنا فرصة ثمينة للالتفات لأمور و قضايا أهم و أعظم تهمّ حاضرنا و مستقبلنا ... نعم يا إخواني فالبكم قد يصبح ضرورة ملحة وخيارا ناجعا ودواء شافيا يفرض نفسه ...أوليس آخر الدواء الكيّ ؟! أتمنى ندرك أنفسنا قبل أن يحدث ذلك ...
03- أما إذا نظرنا للأمر بجدية ...فاعتقد أنه في ظل تجاهل مناقشة المعضلة الحقيقية التي يعاني منها المجتمع و المتمثلة في بعديها العقائدي (الفكري) و الروحي ألا و هما الجمود الفكري و انهيار منظومة القيم ..فإنني لا أرى جدوى من إثارة النقاش حول قضايا هامشية كهاته التي طرحتها في موضوعك ألا و هي إشكالية الخيار اللغوي ...
إذا كنا أمام ثنائية : المعضلة (الجمود الفكري + الانهيار القيمي) ، والمشكلة أو الإشكالية (الخيار الغوي) ...وكانت هاته المشكلة المطروحة هي من حيث جوهرها ليست سوى إفرازا أو تحصيلا حاصلا لتلك المعضلة ...فالحكمة و المنطق يفرضان علينا أن نسخر طاقاتنا و نركز تفكيرنا على مسألة كيف نستأصل جذور المرض العضال الذي ينخر جسد المجتمع بدل تضييع الوقت في البحث عن سبل مقاومة أعراض هذا المرض ببعض المسكنات و المهدئات ... بالمختصر المفيد : علينا أن نستأصل ورم الجمود الفكري و الانهيار القيمي أولا ...إن استطعنا فعل ذلك فلن تزول إشكالية الخيار اللغوي وحسب ...بل ستتلاشى وتختفي جميع الأعراض الأخرى وما أكثرها للأسف...
04- تسألني لو حدث وأن تجاوزنا معضلة الجمود الفكري و أعدنا بناء منظومة القيم الروحية و الأخلاقية والاجتماعية ....فما هو تصوري لملامح الواقع اللغوي حينها ؟ أجيبك : ستتعايش اللغة العربية الفصحى و العامية و الأمازيغية و اللغة الأجنبية في كنف التفاهم و التكامل و التنافس الشريف و المثمر و البناء ...وسيعطى لكل منها القدر و الحجم و المكانة التي تستحقها وستسهم جميعها في دفع عجلة الرقي و التقدم .... فاختلاف الألسن هو في واقع الأمر نعمة و ثروة و لكننا بجمودنا الفكري رددناه نقمة وثورة ...