اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الاعلون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل الخير اخي الفاضل على طرحكم المميز
واسال يا من هو نور على نور ان يهديك لنوره فانه يهدي لنوره من يشاء وجعلك من الذين لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ
وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ واقام الصلاة وايتاء الزكاة مخافة يوما تتقلب فيه القلوب
والابصار والله ذو الفضل العظيم
--------------------------------
لماذا نشعر دائمًا أننا بحاجة إلى رجل الدين
لفهم الأمور الدينية؟ السبب أبسط مما نتخيل.. الكسل،
فنحن لا نريد أن نشغل أنفسنا بعناء البحث في أمور ديننا بل نريد الإجابة
السريعة الجاهزة، فنوكل عن طيب خاطر هذه المهمة إلى
رجل الدين الذي يفتينا فنأخذ فتواه وننفذها ثم نعود إلى
نومنا هانئين. بالتأكيد بعض رجال الدين أنفسهم يتحملون
جزءًا كبيرًا من وزر هذا الاتجاه، فهم قد نجحوا في
تعقيد الدين البسيط بمصطلحات وأفكار متشابكة.
ما يجب أن نعيه جيدًا هو خطورة
هذا الاتجاه على الدين قبل أن يكون على المجتمع،
فالاتكاء على آخرين في كل أمور ديننا يوسع المسافة
بيننا وبين هذا الدين، ويجعل انتماءنا إليه انتماءً شكليًّا لا
عمق فيه، كذلك هو يوسع المسافة بين أعمالنا
ومسؤولية النتائج المترتبة عليها، فالفكرة العامة المنتشرة بأن
«الإثم على من أفتى» تزيح من على صدر الكثيرين عبء تحمل نتائج أعمالهم لوجود رجل الدين الذي سوف يتحمل الوزر وحده، لكن طبقًا لهذا المبدأ
المعيوب فالإرهابي الذي يقتل استجابة لفتوى ما هو حتمًا في الجنة، سواءً صحت الفتوى أو أخطأت، هل هذا منطقي؟ ألا يحمل هذا الإرهابي أي
وزر لأنه لم يفكر في أفعاله جيدًا قبل أن ينفذها؟ لماذا
ارتبط التكليف بالعقل إذن؟ أليس من أجل التدبر فيما
نفعل كي نفرق بين الصواب والخطأ، ومن ثم نستحق الثواب أو العقاب؟
أرجو أن يتفكر القارئ الكريم في هذه الأسئلة جيدًا
ويدرك الحجم الحقيقي للمشكلة، وأخيرًا أحب أن أوضح أني أكن عميق الاحترام لكل من أفنى عمره في دراسة دينه واجتهد فيه، والدليل على ذلك أني استرشدت في تفسيرات الآيات ويقع لومي فقط
على الفئة القليلة التي نصبت نفسها وصية على ديني دون وجه حق، وتنظر بنظرة استعلاء إلى أي أحد يحاول أن يناقش أي أفكار فيه،
أما لومي الأكبر فيقع على فئة «المتواكلين» الذين يلقون بهمّ دينهم على غيرهم،
وإلى هؤلاء أحب أن أرسل تنبيهًا وهو أن كونك تنتمي لأي دين يفرض عليك مسؤولية شخصية تجاه هذا الدين، وأبسط صور هذه المسؤولية
هي أن تعرف هذا الدين حق معرفته حتى ترشد أعمالك في الدنيا التي سوف تُسأل عنها حتمًا، والتي لن تتخلص منها بإلقائها في ميزان أحد آخر غيرك حتى
ولو كان رجل الدين الذي أفتاك.
تقبلوا تقديري واحترامي
|
شكرا لمرروك الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيك