منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دور الجواسيس الإنكليز في قيام كيان آل سعود
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-06-03, 00:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










B9

كيف رسم الصليبي السير بيرسي كوكس حدود دولة التوحيد السلفية



طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدّج صوته، ثم أخذ يتوسّل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».

كان هذا كل ما استطاعه السلطان عبد العزيز آل سعود من ردّ على توبيخ ضابط بريطاني له أثناء اجتماعهما في مؤتمر العقير الذي بدأ يوم 21 تشرين الثاني 1922، والذي تمّ فيه رسم الحدود بين سلطنة نجد ومملكة العراق ومشيخة الكويت. وكان سبب التوبيخ البريطاني أنّ الجنرال كوكس قرّر انتزاع مناطق من بادية السماوة، وإلحاقها بحدود العراق، متجاهلاً مطالبة ابن سعود بها. فلمّا أبدى الأخير اعتراضاً على ما اعتبره إجحافاً لحق بحدود سلطنته، ناله من مندوب التاج البريطاني تقريعٌ استوجب من سلطان نجد أن يردّ عليه بالتوسل والضراعة!

ولقد دُوِّنَ محضر ذلك الاجتماع، بما جرى فيه من توبيخ المندوب السامي البريطاني وتوسلات العاهل السعودي، في وثائق رسمية كتبها الوكيل السياسي البريطاني في البحرين (حينذاك) الكولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون (H.R.P.Dickson )، وأرسلها إلى وزارة الخارجية في لندن، يوم 26 تشرين الثاني 1922.

ثمّ بعد أربعة عقود، كتب هارولد ديكسون مذكراته الدبلوماسية عن السنوات المديدة التي عمل فيها سفيراً لحكومته في دول الخليج العربي، ونشرها في كتاب سمّاه «الكويت وجاراتها»، (نشر في لندن عام 1956). وأعاد سرد الواقعة التي جرت في بلدة العقير بالتفصيل، وكان هو شاهداً عليها، حيث إنه عمل مساعداً ومترجماً لبيرسي كوكس في الوفد البريطاني. ولقد سجّل السفير ديكسون في كتابه المذكور، النص الآتي:



ديكسون في كتابه (الكويت و جاراتها-1956- ص-281) ما جرى في هذا الإجتماع بالتالي:" ففي إجتماع خاص ضم السير بيرسي كوكس وعبد العزيز بن سعود وأنا فقط, فقدّ السير بيرسي كوكس صبره وأتهم عبد العزيز بن سعود بأنهُ تصرف تصرفاً صبيانياً في إقتراح فكرة الحدود العشائرية. ولم يكن السير بيرسي يجيد اللغة العربية فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة. وقد أدهشني أن أرى سيد نجد يوبخ كتلميذ وقح من قبل المندوب السامي البريطاني لحكومة صاحب الجلالة, الذي أبلغ عبد العزيز بن سعود بلهجة قاطعة أنهُ سيخطط الحدود بنفسه بصرف النظر عن أي إعتبار. هكذا إنتهى هذا الفصل من المسرحية, فأنهار عبد العزيز بن سعود وأخذ يتودد ويتوسل معلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه. و أنه هـو الذي صنعه ورفعه من لاشيء إلى المكانة التي يحتلها, وأنه على إستعداد لأن يتخلى عن نصف ما يملكه بل عن كل ما يملك إذا أمر السير بيرسي بذلك".

كما يذكر (في الصفحة 282 من نفس الكتاب وفي السطر 15 في منتصف الصفحة) الآتي:" وبادر عبد العزيز بن سعود السير بيرسي قائلاً بصوت كئيب يا صديقي لقد حرمتني من نصف مملكتي. الأفضل أن تأخذها كلها ودعني أذهب للمنفى. وظل الرجل القوي العظيم واقفاً رائعاً في حزنه وأنفجر باكياً, فتأثر السير برسي كثيراً وأمسك بيد عبد العزيز بن سعود وأخذ يبكي هو الآخر والدموع تنحدر على وجنتيه. ولم يكن حاضراً تلك اللحظة سوى نحن الثلاثة. وأنا هنا أقص ما شاهدته بكل أمانة". ويكمل قائلا:" وحسبما أذكر لم يلعب إبن سعود دورا يذكر في المحادثات تاركا الأمر للسير بيرسي ليقرر حل مشكلة الحدود. وفي إجتماع عام للمؤتمر أخذ السير بيرسي قلما أحمر ورسم بعناية فائقة على خارطة الجزيرة خطا للحدود من الخليج الفارسي إلى جبل عنيزان بالقرب من حدود شرق الأردن. وبذلك يكون قد أعطى العراق مساحة كبيرة من الأراضي التي تدعي نجد ملكيتها. وإرضاء لإبن سعود حرم الكويت بدون شفقة من ثلثيّ أراضيها وأعطاها لنجد"









رد مع اقتباس