منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أخلاقيات التخطاب .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-04-29, 07:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

عبد القادر عياض: مبين.
يوسف القرضاوي: يعني ما قالش أنتم ضلالية وإحنا اللي على هدى واحد منا {قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} كان مفروض مقتضى التقابل قل لا تسألون عن ما أجرمنا ولا نسأل عن ما تجرمون إنما يعني ما أردش أين ينسب إليه الإجرام نسب إلى نفسه (كلمة غير مفهومة) قال لا نسأل عما تعملون هذا هو الأدب فالأدب المسلم مع الجميع مع المسلم ومع غير المسلم..
عبد القادر عياض: نعم طيب يعني لا نستطيع أن نتكلم عن هذا الموضوع دون أن نشير ونعرج على ما جرى مؤخرا في الساحة الفلسطينية من كلام سيئ صدر من مختلف الأطراف في الساحة الفلسطينية خاصة في غزة كيف تنظر فضيلة الشيخ إلى هذه اللغة أو هذا المستوى من التخاطب بين أصحاب قضية كالقضية الفلسطينية؟
يوسف القرضاوي: والله هذا مما يؤسف له على الساحات الدينية نجد الاتهام بالتكفير يكفر المتدينون بعضهم بعضا حتى على الخلاف في بعض الآراء أو كذا بعض الناس كفروني أنا يعني وكتبوا كتب يعني ضدي وعلى الساحة الوطنية تكون التهمة مش بالتكفير بالتخوين وأحيانا يدخل التكفير في الموضوع وهذا يدل على يعني فعلا فقر في الناحية الأخلاقية وفي التفقه في الدين وفقر في الوعي السياسي إننا لم نصل إلى درجة بحيث يستطيع أن يستوعب بعضنا بعضا وندرس مع بعض بدل ما نشتم بعض نتحاور يعني فللأسف الحوار القرآني يقول {وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.. يعني مش بس جدال بالحسن بالتي هي أحسن يعني هذا هو ما يطالب به الإسلام..
عبد القادر عياض: نعم أحيانا عندما ندخل مواقع الدردشة سواء الصوتية أو حتى المكتوبة نجد كم هائل من السباب ومن الشتائم تكال من هذا الفريق إلى ذاك ومن أصحاب هذا الدين إلى ذاك الدين وأصحاب هذا المذهب إلى ذلك المذهب يعني كمية رهيبة جدا ينده لها الجبين وبكلمات وألفاظ نابية ولا يصلح المقام هنا لذكرها أو حتى ملامستها كيف يستطيع الواحد منا في حال ما دخل في هذه الوسائل وسائل التخاطب ومعرفة الآخر أن يتجنب أن يقدم صورة راقية لمفهوم التخاطب حتى ولو أن الذي يقابله أسمعه أو كتب له كلاما قمئيا وكلاما يعني لا أخلاق فيه؟
يوسف القرضاوي: هذا يحتاج إلى أن يتعلم الناس أدب التخاطب كما يريده الإسلام أن يتربى الناس من صغارهم على هذا الأمر الإسلام يعني مش بس وقولوا للناس حسنى يقول {وقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ} يعني فيه الحسن وفي الإيه..
عبد القادر عياض: الأحسن.
يوسف القرضاوي: الأحسن {وقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ} لعبادي مش حتى بس للكل {إنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنسَانِ عَدُواً مُّبيِناً} القرآن يقول {ولا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ} ولذلك كان السلف كان يعني واحد يجيء يقول له يا فلان أنت مرائي كل عبادتك دي رياء وأنت كذا فبماذا يرد عليه يقول له يا أخي إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك يعني وينهي الخصومة بهذه الكلمات كأنه ألقى يعني على هذه النار دلوا من الماء فأطفأها إن كنت صادقا وأنا مرائي وكما تقول فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك كذبك هذه هي الآداب التي ينبغي أن يتربى الناس عليها منذ صغارهم الأدب والأدب في الصغر كالنقش على الحجر كما يقولون
وينفع الأدب الأحداث في صغر
وليس ينفع عند الشيبة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولن تلين إذا قومتها الخشب
الغصن الطري لما تأخذه من الشجرة ممكن تلويه كده يلتوي معك..
عبد القادر عياض: لين.
يوسف القرضاوي: إنما بعد ما ينشف ويبقى خشبة ما فيش إلا بالكسر..
عبد القادر عياض: بالكسر.
يوسف القرضاوي: فلذلك الأدب يجب أن يبدأ من الصغر وهذه مسؤولية الآباء في البيوت ومسؤولية الأمهات ومسؤولية المعلمين والمعلمات في المدارس ومسؤولية المجتمع كله.
عبد القادر عياض: كنت دائما أقرا في كليات تدريب الشرطة يعني قاعدة يعلمونها لهم بأن حسن التعامل من حسن التعلم فيبدو أنها جانب كبير من الصحة فضيلة الشيخ البعض يتلفظ بكلام سيئ وأحيانا حتى يسب الدين ويسب الله ويستسهل هذه المسألة ويقول يعني يعتقد بأن لا ضرر في قول هذا الكلام والتلفظ بهذه الألفاظ هي مسألة المعتقد قد تسب الله وتسب الدين؟
يوسف القرضاوي: هو لو كان يقصد السب حقيقة هذا يكفر بهذا الكلام..
عبد القادر عياض: كفر؟
يوسف القرضاوي: آه يكون كفرا إذا كان يقصد إنما غالب هذه الأشياء هي من سوء التربية وسوء الأدب فيتلفظ بهذه الأشياء وأي حاجة يسب الدين أي حاجة يسب.. فهؤلاء [عطل فني] تحذير مفروض أن المجتمع يصدر من القوانين ما يؤدب هؤلاء الناس يدخل السجن يضرب كام سوط يعمل يعني بعض الناس تستنكر الضرب ولكن رأيت في سنغافورة إن واحد رمى مثلا عقبة سيجارة ولا حاجة في الشارع يجلدوه يعني فهذه الأشياء تحتاج..
عبد القادر عياض: ردع.
يوسف القرضاوي: تأديب من أولي الأمر ونهر من المجتمع حتى لا يعودوا لمثل.. يصبح يعني الكلام عن الألوهية والدين يلاك بهذه الصورة السيئة هذا أمر لا يقبل بأي حال..
عبد القادر عياض: هذا الاستسهال هل هو ثقافة؟
يوسف القرضاوي: طبعا ثقافة هذه الأشياء مبنية على تثقيف المجتمع في مجتمع ثقف على حسن الأدب على رعاية الحرمات على وضع الناس منازلهم على ضبط اللسان وفيه ناس سيبيين يعني لا ضابط له..
عبد القادر عياض: نعم جاء في الحديث "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ماذا يعني هذا؟
يوسف القرضاوي: يعني النبي عليه الصلاة والسلام..
عبد القادر عياض: صلى الله عليه وسلم.
يوسف القرضاوي: من أدب تأديبه للمسلمين أنه طبعا حرم على المسلمين أن يقاتل بعضهم بعضا واعتبر هذا من دلائل الكفر وفي حجة الوداع قال للناس وجموع عشرات الآلاف موجودين الناس.. قال لهم "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"..
عبد القادر عياض: بعض.
يوسف القرضاوي: هذا القتال كفر والسباب أيضا القتال اعتداء على دم المسلم، السباب اعتداء على كرامة المسلم، على عرض المسلم، على حرمة المسلم، فسبابه فسوق وقوله هنا يعني سباب المسلم لا يعني أن يعني غير المسلم نسبه إنما لآن هو يكلم المسلمين..
عبد القادر عياض: نعم حرمة الإنسان بصفة عامة.
يوسف القرضاوي: فيقول هذا إنما السباب للمسلم وغير المسلم من الفسوق بئس الاسم الفسوق القرآن يقول { يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} اللمز يعني إنك تعيب الشخص تتكلم عليه أن فلان ده كذا {ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} تقول لفلان هذا الأسود هذا الأعور هذا الكذا يعني حتى أي كلمة يكرهها {بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَان} فهذا نوع من الفسوق أي كلمة حتى السيدة عائشة كانت تقول عن ضرتها صفية يعني بنت (كلمة غير مفهومة) إحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بتكلم النبي عليه الصلاة والسلام بتقول يعني ما يعجبك من صفية إلا أنا أشارت كده أنها قصيرة فقال لها "يا عائشة لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" يعني كلمة تعكر بحرا شوف مكملتش الجملة..
عبد القادر عياض: لهذه الدرجة.
يوسف القرضاوي: وهي أشارت بس وقالت إلا إنها ولم تكمل الجملة إنما تشير إلى إنها قصيرة فإلى هذا الحد يشدد الإسلام في احترام الآخرين.



الإسلام والسباب دفاعا عن الدين والأوطان
عبد القادر عياض: طيب عندما ينهانا الله سبحانه وتعالى عن سب معتقدات الآخرين هل فهو فقط من باب سد الذرائع أم أنه لا يقوم على مسألة احترام معتقد الآخر؟
يوسف القرضاوي: هو الآية الكريمة في صورة الأنعام قالت {ولا تَسُبُّوا الَذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ}..
عبد القادر عياض: {بِغَيْرِ عِلْمٍ}.
يوسف القرضاوي: يعني هو يقول حتى تحفظوا حرمة الألوهية ولا تفتحوا الباب للناس سيئي الأدب حتى يتكلموا عن الله سبحانه وتعالى بسوء لا تسبوا أصنامهم لا تبادروهم بسب الأصنام فيردوا عليكم وهذا جاء في مثل حديث يقول إن من الكبائر أو "من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يسب الرجل والديه؟" في واحد بسب أبوه أو أمه فقال "نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه"..
عبد القادر عياض: أمه.
يوسف القرضاوي: يعني هو يسب أبوه فالثاني مش بس يرد عليه يشتم أبوه وأمه معا فهو زي ما يقول لك الولد السوء يجلب لأهله إيه اللعنة حينما يلعن أباء الآخرين ناس هليعنوا أبوه فهذا من باب يعني سد الذرائع حتى لا يجر الآخرين إلى أن يدخلوا في مدخل السوء هذا.
عبد القادر عياض: نعم على كل حال سوف نواصل هذه الحلقة والتي عنوانها أخلاقيات التخاطب ولكن بعد فاصل قصير ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
.
.

يتبع









رد مع اقتباس