منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-04-13, 20:10   رقم المشاركة : 5120
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(الملك العادل نور الدين محمود)




كان له تهجد يأتي به بالليل وأذكار يأتي بها، فنام عقب تهجده فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، في نومه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول: أنقذني من هذين، فاستيقظ فزعاً ثم توضأ وصلى ونام فرأى المنام بعينه، فاستيقظ وصلى ونام فرآه أيضاً مرة ثالثة، فاستيقظ وقال: لم يبق نوم وكان وزيره ذكي فطن يدعي جمال الدين الموصلي فأرسل إليه وحكى له الرؤيا فقال له: وما قعودك، اخرج الآن إلى المدينة النبوية واكتم ما رأيت، فتجهز واحضر حراسه وبصحبته الوزير المذكور ومال كثير فقدم المدينة في ستة عشر يوماً فاغتسل خارجها ودخل فصلى بالروضة وزار ثم جلس لا يدري ماذا يصنع. فقال الوزير وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد: إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحضر معه أموالاً للصدقة فاكتبوا من عندكم فكتبوا أهل المدينة كلهم وأمر السلطان بحضورهم، وكل من حضر ليأخذ يتأمله ليجد في الصفة التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم، له فلا يجد تلك الصفة فيعطيه ويأمره بالانصراف إلى أن رحل الناس جميعا ولم يجد الرجلين الأشقرين، فقال السلطان: هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة، قالوا: لا، فقال: تفكروا وتأملوا، فقالوا: لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئاً وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على الفقراء ، فانشرح صدره وقال: إلي بهما فأتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم، إليهما بقوله فقال لهما: من أين أنتما فقالا: من بلاد المغرب جئنا حاجين فاخترنا المجاورة في هذا العالم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أصدقاني، فصمما على ذلك، فقال: أين منزلهما فأخبر بأنهما في خيمة بقرب الحجرة الشريفة فأمسكهما وحضر إلى منزلهما فرأى فيه مالاً كثيراً وقال الناس فيهم : إنهما صائمان الدهر ملازمان الصلوات في الروضة الشريفة وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وزيارة البقيع كل يوم بكرة وزيارة قباء كل سبت ولا يردان سائلاً قط ..فقال السلطان: سبحان الله، ولم يظهر شيئاً مما رآه، وبقي السلطان يطوف في البيت نفسه فرفع حصيراً في البيت فرأى سرداباً محفوراً ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة فارتاعت الناس لذلك، وقال السلطان عند ذلك: أصدقاني حالكما، وضربهما ضرباً شديداً فاعترفا بأنهما نصرانيان بعثهما ملك النصارى في زي حجاج المغاربة ومعهم اموال عظيمة وصارا يحفران ليلاً ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة، والذي يجمعوه من التراب يجعله كل منهما في محفظته ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيرموه بين القبور وأقاما على ذلك مدة لسرقة جسد النبي الطاهر وحمله لبلادهم لكسر المسلمين فلما قربا من الحجرة الشريفة تم القاء القبض عليهم و اعترفا وانكشف حالهم على يديه ولما رأى ان الله اصطفاه لذلك دون غيره بكى بكاءً شديداً وأمر بضرب رقابهما فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة وهو مما يلي البقيع، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم وحفر خندقا عظيماً إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها وأذيب ذلك الرصاص وملأ به الخندق فصار حول الحجرة الشريفة سوراً رصاصاً إلى الماء، ثم عاد إلى ملكه وأمر بإضعاف النصارى وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل من الأعمال ابدا نكاية لهم على خستهم وخيانتهم.









رد مع اقتباس