سُجـــود الـ....ي!!!
نادت المُساعدة بإسمها حين صارَ دورها ... و ما وجدتُ برداً و سلاماً
يُشفي إستفهاماتٍ تغلي كـ حميم ...
و ثقيلة الظّل تخطوا خارجاً بكدرٍ ملحوظ...تجرّه من يده...بألوانه و الأوراق ؟؟!!
يا أنتِ هل من رشفة ماء ؛؛؛ فضولي تيبّس ؛؛؛ أسئلتي غصص ...
مهلاً فخروجكِ مباشرة أفسد عليَّ الأمر تماماً
ماذا قالَ القابع خلف البابِ الآخر عن عيونِ طفلنـــا الحالم
لِمَ البنفسجي و الأرجواني في عقلــه بــ سِعَـة أكبـــر
ما مدى صحّة ما يراه في أُفُقِـه ... هل العِلّة في فكره أمْ في العيُون
أمْ تُراني المُعتلّة لـِ تتركيني في دوامة الإحتمالات صِفراً يدور حول نفسه مجنوناً ليجدَ لذاتــــه قيمة ...
كلّ شيء طبيعي هنا ..وحدي أنا مغلّفة بالأسئلة ...
و الإجابات تتدلّى بين ناظريّا مشنــوقة مشوّهة المعالم تحمل كلّ الوجوه
و لا وجه لها... هل يموتُ في عالمكم الأوفياءْ
في طريقِ عودتي إلى نفسي من الأسئلة تداركتُ شيئاً؛؛؛
هل قالت سجود...حقّا سُجود ؟؟!!
بالله قولي ... أيّ سجودٍ هذا؛؛ من أيّ نوعٍ و لمن هو و كيف يكون,,, ؟؟!!
سجود ؛؛؛؛ سُ ..جُ ..و.. دْ.. !!
بهذا الرّسم الغريب ؛؛؛ مُلطّخة بالمساحيق في السّادسة من عمرها ؛؛
بفستانٍ لا يستر أكثر من نصفِ شبرها ...؟؟!!
قد شوّهتَِ فرحتها بهذا الإسمِ الجميل .. و شوّهتَِ معنى السّجود
من إرتقاء و نّقاء و صفاءٍ و سمّو ...
بل أنتِ تجعلين منها تفاصيل أنثى مَصْبُوبة في قالبٍ على هيئةِ السّجود
لـ أيّ شيء ؛؛؛ لكلّ شيء .... غير ما وَجبْ ...
تلك جرائمٌ ساطعة بأيدٍ آثمة تستغل بشراهة سذاجة البراءة و ميولهم لما يلمع
و سُجود كانت تملكُ أعلى منسوب غِبطة و إبتهاج دون البقيّة
قلتها بصوتٍ لم يسمعه غيري... أوَ سمعتموه أنتم ؟؟!!
بـــإمتداد المسافات الفاصلة بين البـراءة و الغِوايــــة
سجودٌ في طريقٍ لا تعي أبعاد فتنته و إفتتانها بمظهرها يشعرني بالأذى
آسى لأجلها ...
حينَ يُدسُّ قلبُ طفلة في سُدفِ ظّلامٍ مُطبقة...ماذا بعد غير لؤلؤة مشبوهة ...
أو رُبما ستُبصر موقع السُّجود !!
لماذا يُسمى الأبناء بأسماءٍ تكبرهم مقاساتها ... ثمَّ لا نُربيهم على معانيها ..
و تثقل بها الأجسام
تُراها أوهام رائجة ... أم تقليد فاضح...أمْ تُراهُ لـ التّباهي فقط
أسئلتي مركومة كفوضى تُشبهني تماماً
و أجدني دونما شغف لدسّها شفافة واضحة مُرتّبة ....
هي ذنبي و لم أتُـوب عنه بعدُ... رغم التّكدّس و الفوضى
تتسللّت دماء المنافيٍ الباردة إلى أوردتي ...
حينَ دسَّت إمرأة - ولجت للتّوَِ مع إبنةٍ لها - إستفساراتها في شراييني
ما بها إبنتك ؛؛؛ لما لا تُشبهك ؛ عيونها جميلة هل تُشبه أباها ...
تبدوا حاذِقـة و عليكِ ملامح البلاهة ؟؟....
يا أنتِ ... كلّ بلاهة الدّنيا زارتني بقُدومك .
و لكثرة ما يجبُ أن يُقال يحتلُّ الصّمت الجاف أوديّة و سُهولا..
إلتفتُّ و شقيقتي لبعضنا و بلاهـة كلينا تصادفت فوقَ منصّة صمتٍ صارخ
أختي خافتة كــ شمعة ...مُنكّسة كـ راية تُعلن الإنهزام قبل الإستسلام
و فتورٌ بــاردٌ ينتابني و ثقلٌ في لساني و لا أرغب الكلام
لكنّها تُزعجني ....إستفساراتها مُبطّنـة بـ إستفزاز
تمطّ بشفاهها المُثقلة بفاقعٍ لتُعلن عن إصفرارٍ صارخٍ أسفلها بخطّ ضبابيٍ أحمر ...
... و كلامها مُدبّب الأطراف كـ سهامٍ أكرهها ...
سأقصّ أجنحــة حِوارها معي و اعود لتأمّلاتي و الغرق
-
هي إبنة أخي و أنا عمّتها و هذه أختي و أنا خالة إبنها و جئنا من كواكب متفرّقة بملامح مُختلفة .... لا تجمعنا إلاّ ألسنــة عرجاء
هو أبكمٌ يكره النّساء و كلامهن و هي حاذقـة بها تأتــأة و لجلجة ...
و أنا لا أبناء لي ؛؛ مُتعبة من نفسي أحصي أنفاس كلماتي ...
-
يكره النّساء واضح أمره لأن أباه مُعقّدا عقدهُ
أزدردُ ريقي ... تتّسع بُؤبؤتي .... يميل رأسي بسؤال ...
- أوَ تعرفين والده
- هذا الجلباب على أمّه هو الجواب ...
يا الله ... أ لٍأنها ترفلُ بأستارها ...خلصتِ لإستنتاجكِ العظيم ...
و بكلّ بلاهتنا جئنا كل تلك الكيلومترات لنجد سبباً و علاجاً.
-و أنوء بكثير من أسى و لا رغبة لي في التّعمق -
و يا لذّكاء ... يكادُ يتفجّر ... من لِباسٍ مليء بالإستفهامات ..أن كيف حشوتي جسدكِ المُتناقضِ بداخلي ...أوَ ليسَ ثُلثاً للماء و ثلثاً للنّفس ...
تركتُ لكِ قِسط الماء .... أرغب في التّنفس....
- إذاً الطّفل غير المعقّد تُربّيهِِ من تركض العيون على جسدها و تلتهم تفاصيله
...و ليته بذلك التّناسق ليستحق ...
-أليسَ من حقّي إستنتاجاتٍ عظيمة ...مثلي مثلها !!!!-
تُشيح عنّي بإنزعاج ؛ تُبرطم ؛ تتململ ؛ تفرك أناملها بأناملها ...
الإبتسامة السّاخرة في عينيها تتلاشى ... رُقعة القلقِ فيهما تتّسع
و يَرعدُ صوتها تياراً مُكهرباً ... -ما قصدك
أسكبُ صوتي بهدوء مُستفز ...
- لا يحتاج الأمر شرحا هو ما فهمتهٍ تماماً
و أنتِ الجانية على نفسك ... بمنظركِ السّوقي المبتذل جنيتِ اللّعنات تتـرا؛؛
تباً تفتعل عصرنــة مُلفّقة ... تقليداً ساذجا ... إنسلاخاً صاخباً
و تأتي لتُشنّج أعصابي لأن لديها حساسيّة من الجلباب ...
التّحاور معها مُثير للغثيان يُصيبك بعُسرِ هضم ...و لا رغبة لي و أمامي
طريق ممتدّ للعودة ... و في فمي طعمُ خيباتٍ و حشرجاتي اليوم
أقسى من أنْ تُبتلع ....
و ليتها تدري أنّ والده الذي تظنّه بلحية تغطّي نصف صدره و قميصِ يكشف نصف ساقه
إذا أفــااقَ من ثمالته غاصَ في عُمقِ نـومه و إذا إستيقض عادَ إلى سكرته
و هذا الخيال القابع خلف جلبابه يُكابد بين الأَمَرَيْن ... سوء خُلق الزّوج و أعباء الأولاد و من جهـةٍ لَأواءِ المعيشـــة
مُراهِق بـ ورمٍ يتوسّع في نصفِ دِماغه الأيسر ... و النّجاة أقرب للمستحيل
و طفلٍ بـ قصورٍ كلوي و هذا الذي فصلتِ في سببِ خرصه بإستنتاجكِ الخارق ...
ختمتُ كلامي معها بالإبتسامة اللّغز ...
و وشوشتُ لأختي - أتذكرين ....- أذكر ماذا
- حينَ كنّا صغاراً و نذهب للبادية أتذكرين الجُدران المطليّة بالجير
- ما بها ... ؟؟
- ألاَ يوجد شيء يُذكَّركِ بها الآن
- مجنونة و ستظلّي بعقلكِ الفارغ... قولي كلاماً واضحاً
- أنظري كريم الأساس على وجهها ... كأنّه تبرأ من جِلدتها لشدّة الغضب
ألاَ يُذكّركِِ بالجُدران الطّينيّة المُسودّة حين تُطلي ببياض لا يُناسبها
و جائت ضحكاتنا مُقتضبة .... هو سوء خُلقِ منّي أدري
ثمَّ لستُ شريرة و لكن أردتُ أن أراها تحترق بأفكارها الشّوهاء عن المُعقّدين...
تلكَ.. المُغلّفة بـ قشرة تمدّن و تفسّخ
و لم يبقى إلاّ قلّة ...~