منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز لنطهر اعراسنا من المنكرات " متجدد"
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-17, 16:35   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
المهاجرة 50
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أيها المسلمون، إن ما نعمَله في أعراسِنا ليس منا ولا نعرفه في شرعِنا، والذي ورد في ديننا ما يلي:
يُعلَن عن النكاح، وتُزيَّن العروس بما تيسر، وتقام وليمةٌ للعرس بأقلِّ التكاليف - ولو بشاة - تُذبَح وتُطبَخ ويجتمِعُ عليها الناس، ويُضرَبُ بالدُّفوفِ، وتجلسُ العروس بحضرة المدعوَّاتِ وقد تكون في خدمتهم! والوليمةُ تكون على الغداءِ، بدليل استحباب الفطر للصائم (ليأكل منها)، وينتهي كلُّ ذلك باكرًا، وينام الناس بعد العشاء، هكذا كانت الأعراس قديمًا، ولكن الدنيا تبدَّلت وتغيرت.
والنتيجة:
"أعراسنا - رغم كل شيء - جيِّدة ومقبولة، ولكنها ليست إسلاميةً بالمعنى المراد في هذه العبارة"، فما الذي ينبغي أن يتغيَّر لتُصبِح أعراسُنا بحقٍّ إسلاميةً؟ تبدأ أسلمةُ العرس من لحظة اختيار الزمان والمكان.

أما الزمان:
فينبغي أن تُراعَى فيه مواعيدُ الصلوات اليومية ومصالح الناس، فلا يُحبَّذُ السهر من أجل حفلة عرس، فتفوتنا سنة النوم باكرًا، وقد يفوتنا معها فرض صلاة الصبح (بسبب النوم المتأخِّر)، وقد تُؤثِّر (قلة النوم) على نشاطنا وجودة أدائنا في أعمال اليوم التالي، وعلى مهنِنا المدفوعة الأجر، فنخسر بعض حسناتنا.

والمسلم يلتزم بالقوانين العامة التي وضعها اللهُ للناس، والله جعل الليل لباسًا والنهار معاشًا، فينبغي إذًا أن يبدأ العرس باكرًا وينتهي باكرًا، ويستحب أن تصلى العشاء في نهاية الثلث الأول من الليل، فلا ينبغي إذًا تبكيرُها عن العرس، ولا ينبغي أيضًا الانشغال بالعرس وتأخيرها عن وقتها المستحب، وحين تؤدى صلاة العشاء يصبح الكلام مكروهًا (إلا فيما يرضي الله)، ويستحب النومُ بعدها.

أما المكان:
فالمسلم لا يبذَخُ ولا يبعثِرُ ماله على الأشياء الفانية، ويقتصد في عيشه، "ما عال مَن اقتصد"، خاصة في هذا الزمان الذي قُدِر فيه الرزق، وغَلَتِ الأسعار، وكثر الفقراء والمُعْوِزين، والمُقبِل على الزواج يكون بحاجةٍ إلى مصاريفَ كثيرةٍ، فينبغي إذًا أن يكون أجرُ المكان (المختار لإقامة للحفل) معقولاً، وما الضَّير أن يكون العرسُ في حديقة الدار أو على السطح؟ لقد عشنا قديمًا هكذا وكنا سعداء، نقيم أعراسنا في بيوتنا، وتمر بخير وسلام.

فالصَّالاتُ أصبحت غالية جدًّا، ورغم غلائها الفاحش تُؤجَّر بلا طعامٍ ولا تجهيزات، وتحتاج للتجميل ولترتيب مكان جلوس العروس، ولتزيين الطاولات وتزويدها بوجبة خفيفة، مما يضاعف الكلفة ويزيد الحِمْل، وفوقها يخرج أكثر الناس ساخطين لبُعْد المكان، أو لرداءة الطعام، أو لأسباب أخرى.

فاتقوا الله أيها الناس، وأخصُّ الأغنياء، فهؤلاء يُغالُون مع أن لديهم البديلَ في بيوتهم الكبيرة، وخدمِهم وحشمهم، (فهم الأولى بأن يرخِّصوا الصالات بالتَّرك)، والأغنياء هم القدوة والناس يأتمرون بأمرهم ويسيرون خلفهم، أما مَن ليسوا بأغنياء، فلن يتقبَّلوا البَدْء بالتغيير؛ لشعورهم بالنقص، وسيَسْتَحُون من المبادرة؛ لأنها ستنسب لقلة ذات يدِهم، ولن تعتبر قوة في الحق، وبداية للإصلاح.









رد مع اقتباس