2017-03-12, 16:54
|
رقم المشاركة : 8
|
معلومات
العضو |
|
|
إحصائية
العضو |
|
|
|
عليكِ السَّلام و رحمة الله..
صدقا أغبط قراركِ يا أخيّة.. أغلبيّة النساء المتزوجات في عصرنا هذا يعتبرن العمل ضرورة حياتيّة وفي نظرهنّ أن المرأة لا تتحقق حريتها المادية ولا يتحقق استقلالها الذاتي عن الرجل أو شعورها بالإنجاز إلا بالعمل وفي الواقع أن الحرية لا يرتبط مفهومها بأي من تلك الرؤى المغلوطة بل إن اصرار المرأة في السعي خلف العمل يجعلها واقعة في فخ عبوديةٍ حقيقية للدرهم و المادة وإلى ما ذلك من عبوديّة الشهوة في اقتناء المنتجات الإستهلاكيّة اليوميّة.. المرأة بإمكانها أن تبدع في بيتها و تكون سيدة منزلٍ عظيمة دون الحاجة إلى العمل، وأن تكون المرأة ( بيتوتيّة ) أو ( تقليديّة ) في وصف دعاة الحرية لا يمنعها إطلاقا من تحقيق السّعادة.. لأن سعادتها الحقة في ممارسة الأمومة و الإستمتاع بأوقاتها في قضائها مع زوجها و أطفالها.. تذكري أننا في مجتمع مريض يا أختي و أن الكثير من النساء العاملات يرغبن حقا أن يَكُنَّ أمهاتٍ ولكنهن لا يعملن في سبيل ذلك بما يجعل منهنَّ "أمهاتٍ" حقا..! فكيفما حاولن الموازنة بين المنزل و العمل فإنه لا مفر من التقصير و اختلال المعادلة.. لذا نصيحتي إليكِ ألا تخضعي للإرهاب الفكري المعنوي الذي يحاول أن يصور لكِ العمل كأنه الخيار الوحيد للظفر بالراحة والهناء رغم ما فيه من قرف القيل والقال للنسوة وغير ذلك من المظاهر التالفة و استهلاك الصّحة البدنية والنفسيّة التي أنتِ و أبناؤكِ أحوج إليها.. و تيقَّني أن قراركِ لا غرابة فيه أبدًا بل جاء موافقا تماما لدور الأم في المجتمع الإسلامي و غير الإسلامي.. وعن أهل الزوج فحاولي معاشرتهم بالحسنى وإن آذوكِ.. لا تتجاهلي لأن التجاهل يحمِّلُكِ ما لا تُطيقين بل دعي قلبكِ دوما طيّبًا رحبًا واختصري ما أمكن في الرد على تساؤلاتهم كما لستِ ملزمة بإجابتها دوما ، لا لأنكِ لستِ بحاجة إلى تبرير قناعاتكِ إنما مهما بررتِ فقد لا يشفي ذلك غليلهم فتجعلين من نفسكِ دائما موضوع نقاش.. تعلمي أن تبتسمي دون أن تعلّقي.. شخصيّا هكذا أقابل كل سؤال فضولي لا أحبّ إجابته من العائلة.. قد يغيظهم الأمر في البداية ولكنهم سيعتادون بمرور الوقت و يتوقّفون عن الإلحاح عليكِ بالأسئلة..
موفقة بإذن الله الرحمن و أسعدكِ في الدارين ..
|
|
|
|