لم تكن بدايتي في الجامعة موفقة، ففسحتها و حريتها تتسهوي الشاب خصوصا في سن المراهقة، فبعد الإستخارة دخلت تخصص رياضيات و إعلام آلي أو ما يسمى (mi) و الذي كنا نلقبه ب (mission impossible)، لم أكن ذلك الطالب الذي يحب الدراسة علاماتي كانت لا تتجاوز الواحد و النصف، طالب لم يحمل لا محفظة و لا كراس، إذا أجبر على الكتابة يأخذ ورقة من هنا و قلما من هناك، توالت السنوات كنت أنجوا بأعجوبة كل سنة إلى أن بلغت السنة الثالثة أين عرفت حياتي الدراسية منعرج كبير أفقت فيه من غفلتي، حقيقة بلغ بي الأمر إلى تلخيص الملخص و إجتياز الإمتحان و الغريب أن نتائجي كانت إجابية جدا، بعدها غيرت المنهجية و هي الدراسة الجماعية، بعد النجاح في الماستر بدأت الآلة تعمل خصوصا مع وجود عنصر المنافسة مع مجموعة من الفتيات، و كما هو معروف فالفتيات " يموتو على البريستيج " كل يوم كتاب من المكتبة، كراريس منظمة و أوقات إضافية للمراجعة المهم أن كل هذا لم يشفع لهن، أثبت تفوقي في كل المواد تقريبا، تنتهي السنة أولى ماستر بالمرتبة الثانية لأكمل الماستر في المرتبة الأولى، حقيقة هذا التغير جعل الكثير من الأساتذة يستغربون من تفوقي على من يعرف بالإنضباط، نصيحتي لكل طالب، كن أنت و فقط، ثق في نفسك و لتكن لك منهجية قوية في الدراسة و لا تعجل فالأصفار تصنع الرجال، سأقول لك شيئا أيها الرجل و هذا خلاصة ما تعلمت من منافسة النساء "المرأة لا تخاف الفشل لأنها تعرف أن كونها إمرأة يغفر لها ذلك، و عندما تنجح بمساعدة بعض الذكور ستحاول قلب الطاولة على كل الرجال بأنهم فاشلون عكس النساء " ، ضع في ذهنك أن الإمتحانات لا تقيس مستوى ذكاءك بل تقيس مستوى ذاكرتك،و لا تسمح لورقة إمتحان حقيرة أن تحدد مستقبلك فالناجح دائما عينيه على الهدف و الخاسر دائما عينيه على الناجح...قد يستغرب البعض من كلامي و لكن هذا قسم يومياتي و أنا أكتب ما عشت معهن.