المحافظ تقصم ظهور 80 ألف تلميذ
لم تُحل معضلة ثقل المحفظة رغم نداءات الأولياء ونصائح الأطباء بخطرها على أجسام التلاميذ المهددين باعوجاج عمودهم الفقري وإصابتهم بعاهات مستديمة، في انتظار تجسيد وعود وزارة التربية الوطنية بحل المشكل بداية من العام المقبل، باتخاذ إجراءات تخفيف البرامج.
وزارة التربية مطالبة بمراجعة توزيع البرنامج الأسبوعي
“السكوليوز” يصيب 2 بالمائة من التلاميذ
حذر أخصائيو الصحة المدرسية من تنامٍ خطير في مرض اعوجاج العمود الفقري لدى التلاميذ بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، حيث ارتفعت نسبة الإصابة من 0.9 بالمائة إلى 2 بالمائة، أي 80 ألف تلميذ، ما جعلهم يطالبون وزارة التربية بإعادة توزيع البرنامج الأسبوعي لحماية المتمدرسين من هذا المرض الذي يتحول بعد سنوات إلى عاهة مستديمة.
قالت منسقة الصحة المدرسية، الدكتورة بوفادن ليلى، في تصريح لـ”الخبر”، إن عمليات المتابعة اليومية لتلاميذ المدارس في مختلف الأطوار كشفت بروز حالات مريضة جديدة لم تكن مسجلة لدى هذه الشريحة قبل سنوات، حيث تبين من خلال الكشف الصحي الذي تتكفل به فرق منتشرة عبر الوطن بأن التلميذ يعاني مشاكل صحية، غالبا ما تتطور وتتحول إلى أمراض مستعصية تصعب معالجتها.
وأشارت الأخصائية إلى أن أهم سبب لهذه الحالات المرضية هو ثقل المحافظ المدرسية التي يتجاوز وزنها معدل 10 كيلوغرام، فيما لا يجب أن يتجاوز 5 كيلوغرامات حسب الشروط الصحية المعمول بها.
ويعتبر اعوجاج العمود الفقري أهم حالة مرضية تصيب التلاميذ، بالنظر إلى تركيبة جسمه التي تعتبر في هذا السن بالذات عرضة لمختلف الأمراض والمشاكل الصحية. وانتقدت محدثتنا تشكيك بعض الأوساط البيداغوجية في مصدر هذا المرض، من خلال تأكيدهم أن لا علاقة له بثقل المحفظة المدرسية، وقالت إن عمليات الكشف اليومي بينت ارتفاعا خطيرا في عدد الإصابات في وسط المتمدرسين، بلغ نسبة 2 بالمائة، ما يعني إصابة 80 ألف تلميذ، وهو رقم مخيف، مثلما تضيف، يستدعي إجراءات استعجالية من شأنها مواجهة زحف هذه الحالة المرضية ومحاصرتها، علما أن فئة البنات الأكثر عرضة بالنظر إلى بنيتهن الفيزيولوجية. وحسب الدكتورة بوفادن، فإن منسقي الصحة المدرسية وأطباء وحدات الكشف الصحي يطالبون وزارة التربية اليوم بضرورة إعادة النظر في توزيع البرنامج الأسبوعي، كخطوة استعجالية في انتظار اتخاذ تدابير أخرى مرتبطة بإصلاحات الجانب البيداغوجي، وحذرت من أمراض أخرى مرتبطة بثقل المحفظة، أهمها آلام حادة على مستوى الكتفين والقدمين غالبا ما يتم تشخيصها، إضافة إلى مشاكل أخرى. فالتلميذ الذي يحمل 10 كليوغرامات فوق ظهره دقائق بعد نهوضه من الفراش، سيصل إلى المدرسة حتما مرهقا ومتعبا وعاجزا عن استيعاب الدرس.
وفي هذا الإطار بالذات، حذرت المتحدثة ذاتها الأولياء من اقتناء محافظ لا تتوافق مع الشروط الصحية، باعتبار أن معظم الحقائب المنتشرة في الأسواق لا تتوفر على هذه الشروط، ولا يجب على هؤلاء، حسبها، الرضوخ لرغبات أبنائهم الذين تستهويهم أشكال وألوان المحافظ، وهم مطالبون عوض ذلك باقتناء حقائب ذات أحزمة عريضة كي لا تؤثر على الكتفين، ولا بد أيضا أن تحمل خلفيتها دعما يحمي ظهر الطفل من أي أعراض مرضية. -
https://www.elkhabar.com/press/articl....J89ByShD.dpbs