الفصل العشرون : تصميم أزياء المسرحية
استقبلت ثانويتنا بعد أن انهينا الامتحانات التلاميذ الذين يدرسون عن طريق المراسلة لكي يجتازوا امتحاناتهم هناك فيما سُمحَ لنا أن نأخذ تلك الأيام عطلة ، لكنها لم تكن بالنسبة لي كذلك لأنه كان يجب علي العمل مع " كاميلا " و " نهاد " من أجل تصميم أزياء المسرحية ، لذلك اجتمعت مع الفتاتان في الساحة الأمامية للثانوية ... لأكون صريحة مع نفسي أنا لست مصممة بارعة كل ما استطيع أن أساعد به هو الخياطة
أخرجت " نهاد " من حقيبتها دفترا صغيرا ثم بدأت تقلب الصفحات المليئة بالتصاميم التي أخذت عقل " كاميليا "
كاميليا : تصاميمك جميلة جدا يا " نهاد "
نهاد : ليست لي وحدي بل( ثم نظرت إلى " كاميلا " و قالت ) بل إنها لكلينا أنا و ابنة خالتي " كاميلا "( احمرت وجنتا " كاميلا " خجلا )
كاميليا : هذا رائع ! أتمنى لكما مستقبلا باهرا في مجال الأزياء
نهاد ( و هي تقلب الصفحات ) : شكرا لك " كاميليا " لكنها مجرد هواية .. آ .. هذه هي التصاميم الخاصة بأزياء مسرحيتكما !
اقتربت " كاميليا " و حملت الدفتر و بدأت تتفرج على تلك التصاميم التي بدت لها قديمة الطراز
كاميليا : آسفة يا " نهاد " و " كاميلا " أنا لا اقصد أي شيء بهذا لكن بدت لي تصاميم قديمة أعني أنها ليست عصرية .. آسفة مجددا لا اقصد ...
كاميلا ( بصوتها الخجل ) : لا داعي للاعتذار يا " كاميليا " ! لأنك محقة فنحن قصدنا ذلك
كاميليا ( محتارة ) : .... لما ؟
نهاد: لأن أحداث المسرحية تدور في الماضي.. حوالي 70 عام من الآن
كاميليا : واو ! هذا صحيح ! ( و كأنها تحدث نفسها ) يالي من غبية كيف نسيت هذا !
نهاد : لقد صممنا لكل شخصية نوعا خاصا بها من الملابس
كاميليا : من كان يعلم أن مدرستنا تشمل موهبة كهذه ، حمدا لله أنني حصلت على شرف لقاءكما ( احمرت وجنتا " كاميلا " مجددا )
نهاد: لا.. لا .. أنت تبالغين ثم أنا لست راضية تماما على هذه التصميمات
كاميلا : صحيح يجب أن توافق عليها الأستاذة المشرفة أولا
كاميليا ( و هي تحمل الدفتر و تقلب صفحاته ببطء ) : أنا أرى أنها تصاميم مدهشة و الأستاذة لن تعارض بالعكس ستسعد لذلك
كاميلا : لكن يجب أن تطلع عليها قبل أن نبدأ في اختيار الأقمشة أو الخياطة
كاميليا : حسنا معكما حق و لكن الممرضة " إيناس " التي كانت وسيطا بيني و بين الأستاذة ليست هنا و أنا لا اعرف أين تسكن الأستاذة
نهاد : هذه ليست مشكلة لأنني اعرف منزلها جيدا يمكننا أن نذهب إليها إذا شئت لكن أولا عليك أن تعلميها بذلك
كاميليا : بالطبع سأفعل
.................................................. ..
في تلك الأمسية اتصلت بالأستاذة المشرفة و وافقت على استقبالي و الفتاتين في منزلها غدا صباحا، و بالفعل اجتمعت ثلاثتنا في الثانوية و خرجنا معا متجهين أينما تعيش الأستاذة
كانت طريقا طويلة جدا بحيث ركبنا باصين استغرق كل واحد منهما حوالي ساعة في الطريق ، و عندما نزلنا كان علينا المشي حوالي نصف ساعة أخرى لبلوغ المكان ... و الحمد لله وصلنا ، ضغطت " نهاد " على زر جرس الباب و بعد دقائق فتحته الأستاذة
الفتيات : صباح الخير
الأستاذة: صباح النور تفضلن يا بنات !
دخلنا المنزل باسم الله و دلتنا على غرفة الاستقبال التي استضافتنا فيها ، عندما كنت اركب الباص كان فضول التعرف على الديكور هو المسيطر على أفكاري لكن عندما وصلت هنا لم انتبه لأي شيء كان حولي ... كل اهتمامي كان موجها لها ! " الأستاذة " ! لأنني و لأول مرة رأيتها شاحبة، كان المرض باديا عليها بشكل واضح
كاميليا : أستاذتي لا أريد أن أطيل عليك و أتعبك ، من فضلك القي نظرة على التصاميم
أخرجت " نهاد " من حقيبتها دفترا مختلفا عن الذي رايته البارحة و قدمته للأستاذة و عندما فتحته هذه الأخيرة كان يحتوي فقط على التصاميم الخاصة بمسرحيتنا ... اعتقد أن " نهاد " لم ترد أن ترى الأستاذة تصاميمها الأخرى
الأستاذة ( بعد ملاحظة دقيقة للتصاميم ) : مم .. حسنا ! عمل ممتاز ما قمتم به لكن دعوني اسأل من قام بالتصميم
كاميليا : إنهما " نهاد " و " كاميلا " معا أستاذتي !
الأستاذة: " نهاد " أنت لست من أعضاء النادي، أليس كذلك ؟
نهاد : صحيح سيدتي لكنني أردت المساعدة ( التفتت إلى " كاميلا " ) أردت مساعدة ابنة خالتي " كاميلا " التي هي عضو في النادي !
الأستاذة : هكذا إذن ! .. في الحقيقة يسعدني أنك تفعلين ذلك ، لأنه من النادر أن نجد من يهتم بهذا الجانب من الأمور على المسرح في هذه الأيام .. أحسنت صنعا ! ليس لدي ما أضيفه على التصاميم إنها ممتازة باختصار
في تلك اللحظة دخلت سيدة تشبه كثيرا الأستاذة و تقاربها في العمر تحمل صينية تحتوي على أكواب العصير و بسكوت الزبيب التي وضعتها على الطاولة و قالت:
تفضلن يا بنات ، لا تخجلن !
نهاد : ما كان هناك داعي لإتعاب نفسك سيدتي !
كاميليا : شكرا جزيلا لك أتعبناك معنا !
السيدة : لا أبدا ! ( ثم التفت إلى الأستاذة و قالت مع ابتسامة ) و الآن ادعك مع تلميذاتك يا أختي ! ( و غادرت )
الأستاذة : شكرا لك عزيزتي ! ( ثم التفتت إلى " كاميليا " ) بالمناسبة " كاميليا " أريدك أن ترسلي بعد تجارب الأداء قائمة بأسماء الأعضاء و أدوارهم
كاميليا : بالطبع أستاذتي و لا تقلقي أبدا بشان تجارب الأداء كوني مبتدئة لأن سيد " كيلر " سيحضرها
الأستاذة: هذا رائع ! أحسنتن يا بنات
كاميليا : و الآن نتركك ترتاحين ...
الأستاذة: لكنكنّ لم تشربن شيئا !
نهاد : في مرة أخرى إن شاء الله لأننا مستعجلات قليلا يجب أن نذهب لشراء الأقمشة المناسبة
الأستاذة : بالضبط لكن اختاروا ما لا يتجاوز الميزانية المدرسية التي قدمتها لك " كاميليا " في المرة السابقة
كاميليا : بالطبع أستاذي ..
غادرنا بيتها داعين لها بالشفاء العاجل ، و فيما نحن نمشي تذكرت أنني لا احمل معي المال الخاص بمصاريف المسرحية إنما تركته في الإقامة
كاميليا : " نهاد " لا اعتقد أننا تستطيع شراء الأقمشة اليوم لأنني نسيت المال في الإقامة !
نهاد : لا باس يا " كاميليا " أنا احمل ما يكفي سنشتري من مالي و عندما تعودين ستردين لي قدر ما صرفت
كاميليا : حسنا فكرة جميلة لكن يجب أن لا نتجاوز الميزانية المدرسية مثلما قالت الأستاذة
كاميلا ( متحمسة ) : هيا بنا للتسوق !
كانت اوقاتا رائعة و خاصة الجزء المتعلق باختيار الأقمشة و الألوان المناسبة ، لقد تعلمت الكثير من الفتاتين و خاصة " كاميلا " ، اعتقد أنهما ثنائي رائع في ما يخص تصميم الأزياء و اختيار ما يجسدها في الواقع
بعدما انهينا و اشترينا كل ما نحتاج اقترحت " كاميلا " أن ننتظر حتى تجارب الأداء ثم نقوم بأخذ قياسات كل عضو في النادي لكي نخيط الزي الخاص بالشخصية التي يمثلها
.................................................. ..
مرت أيام و ها نحن نعود إلى جو الدراسة ... بالطبع سعى كل أستاذ في حصته الأولى في هذا الأسبوع إلى أن يجعلها حصة تصحيح لاختبار مادته ، و الحمد لله أنا و " سارة " نجحنا في معظم الامتحانات بعلامات ممتازة .. غير أنها أخذت علامة " عشرة من عشرين " في امتحان الرياضيات
سارة ( و هي تنظر إلى ورقة الامتحان ) : " كاميليا " ابحثي معي على أخطاء في التصحيح أو في حساب النقاط !
كاميليا : بالطبع ! دعيني احسب النقاط و أنت ابحثي عن خطئ في التصحيح
كنت اعتقد أنها ستحزن لذلك لكنني سعيدة أنها لم تتعامل مع الأمر بهذا الشكل ... اعتقد أنها كانت تتوقع هذه النتيجة أو لأنها حزنت و بكت بما فيه الكفاية يوم الامتحان... كل الأسباب لا تهم لأن كل ما أردته هو أن تكون مرتاحة .. الكلمة الأصح هي أن تكون " سارة " صديقتي التي عرفتها منذ الطفولة
كاميليا : لقد عددت ثلاثة مرات و وجدت انه لم يحسب نقطتين ...
سارة ( مقاطعة ) : تقصدين أنني ساتحصل على 12 على 20 ؟!
كاميليا : نعم ، أسرعي و أخبري الأستاذ !
سارة : رائع ! ( و ذهبت مسرعة ليصح الخطأ الحسابي في ورقتها )
.................. يتبع ...................