و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ؛
أختِ الطيبة ما تفضلتِ به من معطيات تشير إلى وجود حالة نفسية و ليس إضطراب نفسي ، و علينا أن نفرق بين الإثنين ، فالحالة تختلف عن المرض أو الإضطراب النفسي ، فالحالة النفسية عبارة عن أعراض تتشكل نتيجة خبرات سابقة يتعرض لها الشخص أو أمور يعاني منها تجعله مختلفاً عن أقرانه و المحيطين به ، و تتشكل بموجبها مجموعة أفكار و مشاعر و عواطف متضاربة مكبوتة ،يتصارع الشخص بين إظهارها و إخفاءها ، و لكنها و نتيجة لمجموعة مثيرات خارجية قد تظهر و تعكر حياة صاحبها ، و بالتالي فلقد تشكلت لديك حالة وجدانية نتيجة صدمة نفسية تعرضتي لها سابقا ، و المتمثلة في التحرش ، مما أدى إلى نشوء مركب نفسي يسمى بالعقدة النفسية ، تلكَ المشاعر السلبية المكبوتة بدأت تظهر ، و بصورة واضحة ، ووتيرة سريعة ، و المثير المتسبب في ظهورها هو الرجل أياً كان سواء أب أو أخ أو زميل ، و في المقابل هذا المثير المتمثل في الرجل هو المتسبب الفعلي في نشوءها ، العقدة النفسية متلازمة قد تلازم صاحبها إن لم يحاول التخلص منها ، بالإرادة ، بالعزيمة و الإصرار ، و أهمها المواجهة ، فالعقدة النفسية تتشكل في ظاهرها من مجموعة مخاوف ، جملة وساوس ، كوابيس ، و في باطنها قيد يسيطر على عقل الشخص ، ويقيده ، و للتخلص من هذه الحالة النفسية التي تعانين منها عليكِ الوثوق بنفسك أشد الثقة، أنكِ قادرة على التخلص من هواجسك مهما كان نوعها أو المتسبب فيها ، عليكِ تعلم مواجهة مخاوفك ، واجهي الخوف بالتحدي ، تحدي نفسك و أقنعيها أن لا شيء يدعو للقلق و أن ما مررتِ به كان مجرد تجربة و إن كانت قاسية قد إنتهت و تلاشت ، عليك نسيانها وطي صفحتها للأبد ، ماض لن يعود ، ماض قد مات و انتهى ، ماض دفن تحت أنقاضه ، عليكِ إدراك أن الرجال لا يتشابهون و أن المتسببين في حالتك لم يكونوا رجالا و إنما أشباه رجال ، لا يمتون للرجولة بصلة ، لا تقارني والدك ِ بهم أو أي فرد من المحيطين بك ، عليكِ مداواة دائك بالتي كانت هي الداء ، فإن كان خوفكِ من الرجال سبب لكِ عقدة ، فالحل بالتقرب من أقرب و أهم رجل في حياتكِ ، إنه والدك ، تقربي من والدك ، أظهري له مشاعر الحب و الإحترام ، ستشعرين بالأمان والاطمئنان بقربه ، كذلك لو كان لديكِ إخوة ذكور ، تقربي منهم ، ستدركين أن الأمور مختلفة ، و أن لا شيء يستحق كل هذا الكره و الحقد و الضغينة ، ستلتقين بمن سينسيك كل هذا ، برجل طيب صالح ، بزوج وفي مخلص ، سيحبكِ ، سيرعاكِ و سيحميكِ ، سينسيكِ الألم الذي عشته سابقاً ، فقط ثقي بالله ثم بنفسكِ و امضي قدماً للأمام ، و لا تجعلي الأفكار السلبية تفسد عليكِ حياتك ، تعلمي تجاوز العقبات و العثرات ، أياً كان نوعها ، لتستمري في الحياة ، فهناك جوانب جميلة في الحياة تستحق أن تعيشيها ، خذيها نصيحة مني أخية ، لا تلتفتي للوراء ، مادام القادم أجمل ، أجمل بإيمانكِ بالله و بأنه لن يخيب ظنكِ به ، أراح الله بالك و شفاك و عفاك ..