ابن جارنا كثير غلبة ، يفتعل المشاكل باستمرار و يعكر صفو والديه الطاعنين في السن، يهوى الصراخ و تحطيم الأواني ، سريع الغضب ينفعل لأيسط الأشياء و لا يجيد لغة الحوار أبدا . قابلته مرة و هو غاضب كعادته ، فحاولت التكلم معه ، رفض في البداية لكني أصريت لعلمي أن الحوار مفتاح التفاهم و أساس الرضا.
قال : ما الأمر ، لما نودين محادثتي؟
قلت : لما كل هذا؟ ألا يمكن حل المشكل بهدوء أكثر
فرد غاضبا : لا يريدون فهمي، لا يسألونني عما أريد
قلت : أهذا كل ما في الأمر ؟ و أين الحوار ؟
فأجاب : إنه مضيعة للوقت و لا طائل منه و .......
هنا قاطعته قائلة : غير صحيح ، الحوار الحوار فإنه سبيل لتقريب وجهات النظربينك و بين والديك
قال : صحيح أنهما يوفران لي كل ما أحتاج ، لكنهما يعتقدان أن المادة هي كل شيء ، لا يعرفان أني أحتاج أشياء غير المال
فرددت : والديك الكريمين لا يمكن لهما أن يفهماك مادمت مصرا على سكوتك و عنفك هذا. إياك و العنف مع الوالدين ، فإن في رضاهما رضا الله و في غضبهما غضبه عز و جل
فأجاب خجلا و قد طأطأ رأسه : أعرف هذا ، فكثيرا ما أندم بعد تصرفاتي العدوانية معهما
أحسست حينها أنه بدأ يقتنع فأخبرته : اذهب اليهما و اطلب عفوهما و أضفت : الزم طاعة الوالدين ففيها فوز عظيم
ابتسم و قال: حقا، كلامك فيه كثير من الصحة ، سأعتذر منهما و أنتهج سبيل الحوار في المرة القادمة ان شاء الله
ارتحت لكلامه و قلت : حمدا لله أنك أقتنعت أخيرا ، اجتنب العنف فإنه يعمق الهوة بين الناس و عليك بالتعقل في مثل هذه الظروف
اللون الأحمر : أسلوب التحذير
اللون الأخضر : أسلوب الإغراء
اللون الأزرق : اسم منقوص