منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أمثال عربية --- قصة مثل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-16, 21:25   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو أمامة الباهلي
أستــاذ
 
إحصائية العضو










B11 مقتل الرجل بين فكيه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً ما نسمع عن المثل القائل " مقتل الرجل بين فكيه " بدون أن نعرف من هو قائله ...
وقصته :
أول من قال هذا المثل هو أكثم بن صيفي ، جمع بنيه ، وأوصاهم بهذه الوصايا :
" كفوا ألسنتكم ، فإن مقتلَ الرجل ِ بين فكيهِ ، وأن قولَ الحق لم يدعْ لي صديقاً ، الصدق منجاة ، لاينفع التوقي مما هو واقع ، في طلب المعالي يكون العناءُ ، ويلٌ لعَالِم أمْر ٍ من جاهله ِ ، يتشابه الأمرُ الذي أقبل ، وإذا ادبر عرفــهُ الكيس "1" ، والحمق ، والبطِرُ "2" عند الرخاء حمق ، والعجز عند البلاء أمنٌ ، لا تغضبوا من اليسير فإنه يجني اكثير " .

التعليق :
أكثم بن صيفي من الحكماء أمثال : لبيد بن ربيعة ، وهرم بن قطبة ، وعامر بن الظرب وغيرهم ، وأراد أكثم أن يوصي أبناءه بوصايا تجنبهم أن يقعوا في المحظور الذي قد يكلفهم حياتهم .
يدعو أكثم إلى الحديث السديد ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً ، وإذا شعر أنه لا يستطيع فعليه بالسكوت "3" ، ويقولون في ذلك : إذا كان الكلام من فضه ، فالسكوت من ذهب ، وحين يجد صاحب العلم جاهلاً يحاوره ويعانده فعليه بالإعرض عنه ، لأن في ترك الجواب جواباً ، وإذا أحس الإنسان بأن أصابته في القول غير موفقة فعليه بالسكوت ، لأن السكوت عن قول اخطأ صواب "4" ولا يكفي السكوت فقط ، بل عليه سؤال أهل العلم الموثوق بعلمهم فإنما دواء العئ السؤال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" الفطن.
"2" الاستخفاف بالنعمة .
"3" فقد روى الإمام البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى- من طريق أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره )).
"4" والقرآن الكريم كلام رب العالمين وأحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يدعونا قبل هذا إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وبعد توطين القلب على العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعونا إلى مكارم الأخلاق من : حسن الخلق والتواضع وخفض الجناح للمؤمنين والحلم والأناة والرفق والعفو والإعراض عن الجاهلين كما يدعونا إلى احتمال الأذي في سبيل الله وتنجنب الغضب والحياء ويدعونا إلى حفظ السر والأمانة ...










رد مع اقتباس